ما تسرب من لقاء وزير النقل باللجنة المالية عن ديون الملكية

تم نشره الأحد 20 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 03:45 مساءً
ما تسرب من لقاء وزير النقل باللجنة المالية عن ديون الملكية
د . فطين البداد

ما نسب لوزير النقل أيمن حتاحت خلال اجتماعه الأحد بأعضاء اللجنة المالية النيابية ، وتأكيده بأن ديون الملكية وصلت إلى 80 مليون دينار ، وأن الحكومة ستساهم في رفع رأس مال الشركة بمبلغ 100 مليون وستتحمل هي 50 مليونا منها ، في حين سيساهم رئيس وزراء لبنان الأسبق نجيب ميقاتي بـ 30 مليونا ، والضمان بمبلغ 20 مليونا ، أقول : هذا الكلام مهم جدا ، كونه يميط اللثام - حكوميا هذه المرة - عن بعض متاعب هذه الشركة الوطنية الرائدة التي نقدرها ونحترمها .

إلا أنه ، وفي جانب آخر ، فإن ما تسرب من لقاء الوزير باللجنة لم يجب عن اسئلة مهمة ، سبق وطرحتها لجان نيابية سابقة ، وتتعلق بصفقات شراء طائرات حديثة ، لكون هذه القضية هي الجواب الأوفى عن سبب تراكم ديون الملكية ومتاعبها التي لم تتوقف ، دون أن أقر أو لا أقر حجم الدين الذي ترزح تحته الشركة ، والذي قدره حتاحت بـ 80 مليون دينار فقط وفق ما قال .

على العموم ، فإني كنت قد كتبت مقالا حول طائرات بوينج 787 وكيفية شرائها ، ولأن ملف ديون الملكية عاد للسخونة هذا الأسبوع ويناقشه الوزير واللجنة الكريمة ، فإنني لم أر بأسا في إعادة نشره لتعم الفائدة ، منوها أن هذا المقال كتبته في آذار من العام 2014 ونشرته المدينة نيوز :

أسرار صفقة الـ " بوينج 787 " في الملكية الأردنية !

أحب في البداية - أن أنوه : بأن كل ما سيرد تباعا بحاجة إلى تمحيص وتدقيق من قبل أجهزة حكومية رقابية لها علاقة بالحسابات والعقود والأموال ، بعد تعديل القانون الذي يمنع مراقبة الشركات ضمن شروط ، وأنوه أيضا : بأن المقصود بهذا المقال الذي آثرت أن يكون سريعا وقصيرا ، ليس أشخاصا وإنما مالا عاما يهدر بطريقة عجيبة قد تخرج القارئ عن طوره ، وأؤكد بأن كل المعلومات التالية مستقاة من أشخاص قريبين من ملفات الملكية الأردنية الداخلية ، وليس هذا المقال سوى جرس إنذار لعل أحدا يسمع أو يبصر أو يستدرك :

فقد علمت بأن الملكية الأردنية وقعت مع شركة بوينج في العام 2007 على عقد لشراء 11 طائرة من طراز بوينج 787 بقيمة مليار و 300 مليون دولار تقريبا ، مع أن هذا الصنف من الطائرات كان حين توقيع العقد مجرد " فكرة " و " حبر على ورق " ، ومنذ ذلك العام ولغاية هذا العام 2014 ، فإن الطائرات لم تصل ، وبرغم ذلك ، فإن بوينج تطالب الملكية بالمبلغ ، لسبب بسيط : وهو أن العقد يلزم الملكية بذلك ، ولم تتمكن الشركة منذ ذلك العام - عام الشراء 2007 لغاية هذا العام 2014 أن تجد حلا للعقد الملزم الذي " ربط " الملكية بمسامير فولاذية لا سبيل للفكاك منها .

وتفتقت عبقرية البعض أن يأتوا بشريك للملكية لعله يدفع جزءا من دفعات البوينج ، وبالفعل جاؤوا بشريك إماراتي ، وافق من حيث المبدأ ، إلا أنه وبعد أن وقف على التفاصيل تراجع فورا ، فلم يجد القائمون على أمر الملكية بدا من السفر إلى لبنان ومفاتحة نجيب ميقاتي بالأمر ، ولمن لا يعلم فإن ميقاتي يملك حوالي 21 % من أسهم الملكية ، غير أن الرجل رفض هو الآخر ، ولا تستطيع الملكية فعل شيء الآن سوى ما ستقرأون تاليا ، ولكن لا بد من العودة سريعا إلى البدايات :

عندما بيعت كل الشركات التابعة للملكية ، ظل اسم الشركة طبعا ، فجرى عليه البيع هو الآخر من خلال طرح اكتتاب ، حيث بيع السهم بقيمة 308 دنانير أردنية ، وتم دفع مبلغ 200 مليون دينار فعلا ، وبعد ستة أشهر أصبح السهم بنصف دينار ، وهو الآن كذلك .

ولدى الرجوع إلى البوينج : فإن المعلومات من داخل الملكية تقول : إنهم وأمام ورطة إلحاح البوينج على الملكية لاستلام طائراتها ودفع ما عليها ،تولدت لدى الملكية فكرة مضحكة مبكية في آن ، وهي أن تقوم بتأسيس شركة في الخارج فيها شركاء لديهم سيولة ، بحيث يقوم هؤلاء الشركاء مع الملكية طبعا بدفع المليار والـ 300 مليون دولار لبوينج عن طريق الأقساط ، مقابل أن تعود ملكية الطائرات للشركاء هؤلاء ، بينما " تستأجر " الملكية منهم طائرات البوينج " بدون تملك " ، أي الفكاك من عقد بوينج والدخول في عقد أشد وأنكى يلزم الملكية بالإيجار سواء فعلت ذلك أم لم تفعل ، علما بأن إيجار الطائرة الواحدة من هذا الطراز هو " مليون و200 ألف دولار شهريا " وأكرر : شهريا ، مع التذكير بأن إيجار أي طائرة إيرباص - مثلا - وبنفس الحمولة تقلع من مطار الملكة علياء إلى الولايات المتحدة - يبلغ 250 ألف دولار شهريا .

ولكي يكون قارئي العزيز على اطلاع ، فأحب أن يعلم بأن الملكية مباعة ، نعم ، ولكن الحكومة تملك 26 % من أسهمها ، ويملك الضمان : 9 % ، والجيش العربي 3 % ، ويحظر القانون على ديوان المحاسبة مراقبة أموالها بأي شكل من الأشكال .

د . فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv  

المقال على الرابط التالي

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات