موجز عن اقتصاد الأردن

تم نشره الأحد 27 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 12:34 صباحاً
موجز عن اقتصاد الأردن
د. فطين البداد

مع موعد نشر هذه المقالة ، يكون رئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور صباح الأحد في مواجهة مع النواب ( إذا اكتمل النصاب ) ردا على موجزه الإقتصادي الذي حاول فيه تبرير سياسات الحكومة اقتصاديا وماليا .

فقد كانت السياسة الإقتصادية للحكومة محور جلسة نيابية مهمة عقدت منتصف الأسبوع ، تم خلالها فتح ملفات عدة وإجابة أسئلة كبيرة طرحها بعض النواب ، وتعلقت بالمديونية والفقر والتقشف والإنفاق والنمو والتنمية إلخ .

كان لافتا ، أن الحكومة أنفقت كل ما توفر من تحرير المحروقات وهو مبلغ يصل إلى 800 مليون دينار على البنى التحتية والصحة والتعليم ، ليكون السؤال مشروعا هنا : تحت أي بند في الموازنة تم إنفاق هذه المبالغ ؟ ونتحدث هنا قانونيا .

ويمكن أن يقال أيضا أنه كان بالإمكان إدراج مشاريع البنى التحتية ضمن مشاريع المنحة الخليجية التي لم نحضر لها مشاريع مسبقة ، واضطررنا - ذات موازنة - إلى استبدال بنود مكان أخرى ، كما سبق وأوضحت في مقالة سابقة .

كما وإن اللافت أيضا في ما قاله رئيس الحكومة ردا على أسئلة النواب ، أن الحكومة رفعت تعرفة المياه على الأردنيين بحوالي دينارين و66 قرشا شهريا ، فهل يعلم الأردني لماذا قررت الحكومة عليه هذا المبلغ المقطوع ؟ .

الإجابة قد تكون صادمة بعض الشيء ، حيث إن الحكومة فعلت ذلك لكي تجنب سلطة المياه أي خسائر " مستقبلا " ، أي بمعنى آخر : فإن الحكومة ، ولكي لا تخسر سلطة المياه " مستقبلا " فرضت هذا المبلغ المقطوع " الآن " على المواطن الذي " يحاول " راهنا تدبير أموره المعيشية بشق الأنفس .

ولمزيد من التوضيح : فإن الحكومة كانت تصرخ دائما أن شركة الكهرباء تعاني عجزا بالمليارات ، وأنها رفعت تعرفة الكهرباء على المواطنين تغطية لهذا العجز والمديونية ،أما اليوم ، فكانت المفاجأة ، أن سلطة المياه ، مدينة هي الأخرى بمبلغ مليار ونصف المليار دينار ،ومن أجل ذلك فإنه من " واجب " الحكومة مراعاة أوضاعها هي أيضا ، وكله من جيوب الناس كما ترون ، مع أننا قلنا أن لجان تحقيق كان يجب أن تفتح ملف شركة الكهرباء الوطنية ، ونقول هنا : إنه مطلوب من النواب أن لا يمروا على هذه المعلومة " مديونية سلطة المياه " مرور الكرام ، لأننا نتحدث هنا عن نفس السيناريو : مرة كهرباء ، ومرة ماء ، وربما غدا " هواء " إذ يتم تغطية عجز شركة الكهرباء من جيوب الناس ، وبلا تحقيق أو محاسبة أحد، وهنا يراد للمواطن ان يسدد فواتير ما يصفه البعض بـ"شبهات" سوء إدارة ، تراكمت في مرفق حكومي وراكمت معها مبلغ مليار ونصف المليار ، دون أن يقول لنا أحد : أين تذهب التحصيلات ، وهل يعقل أن يتوقع الخبراء عجزا في سلطة المياه في العام 2016 بمبلغ يصل إلى 350 مليون دينار ، أي إدارة هذه ، وكيف لا تربح السلطة وهي تبيع الماء وتقطع المياه عن كل متخلف ، بعد ما " دوشونا " بمياه الديسي التي لم نعد نسمع عنها شيئا .

وحسنا تفعل الحكومة حين تطبق قانون تنظيم توريد ايرادات الدولة ، والذي بتطبيقه تمكنت من توفير مبلغ 120 مليون دينار كإيرادات إضافية تضاف إلى حساب الخزينة الموحد ، وهذه نقطة لصالح الحكومة ولا غبار عليها .

وإذا كانت المديونية تلامس حاجز الـ 83 % من الناتج المحلي الإجمالي ،فإن الأمر خطير جدا ، لدرجة أنه لولا الدعم الذي يتلقاه الأردن من أصدقائه واشقائه ، فلربما تكون قد حلت الكارثة والإنهيار ، غير أن البلد صمدت والحمد لله بفضل القيادة الحكيمة التي تقود الأردن في أصعب وأدق مراحله الإقتصادية والسياسية ، ولكن هذا لا يعني أن نمد أرجلنا مطمئنين ، لأن دوام الحال من المحال ، فقد ينقلب علينا الصديق الداعم ، أو الشقيق الفاهم ،أو قد يرفض طرف ثالث ممتلئ نعتمد عليه ضمان قروض لصالحنا نظير استحقاقات مختلفة ، دون أن ننسى أننا نعيش في منطقة خطرة ومتقلبة وذات فصول مفاجئة لبلد تبلغ ديونه 23 مليار "دينار" وفق الرقم الذي اعلنه رئيس الحكومة نفسه .

هذا غيض من فيض ، والوضع الإقتصادي صعب ، وقد نجادل الحكومة وتجادلنا أياما وشهورا ، فالمهم ، بل الأهم ، أن كل الأرقام التي يتم إعلانها تعلن من طرف واحد ، بينما لا يملك الأردنيون سوى الأرقام الحكومية فقط لمناقشة موازناتهم ومديونتهم ، ومن أجل ذلك ، فإن الحكومات في الدول النامية دائما هي الخصم وهي الحكم .

حمى الله الأردن .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات