عن دستورية حل مجلس النواب

تم نشره الأحد 28 شباط / فبراير 2016 12:10 صباحاً
عن دستورية حل مجلس النواب
د. فطين البداد

ما أن أقر النواب مشروع قانون الإنتخاب الأسبوع الفائت ، حتى بدأت الآلة الدعائية تروج لإمكانية حل مجلس النواب والدعوة لانتخابات جديدة وفق القانون الجديد ، بعد أن يستكمل مراحله الدستورية ويتوشح بالتوقيع الملكي .

اللافت في هذه الدعوات أنها لم تنطلق - جريا على عادة الأردنيين - من الصالونات والديوانيات ، بل من جهات رسمية محسوبة على الحكومة ، ولها ضلع في إنشاء وكتابة وصياغة القوانين وإعدادها قبل دفعها للحكومة ، ومنها لمجلس الأمة .

الدعوات المذكورة ، اعتبرت أن إقرار قانون انتخاب جديد ، يحتم حل المجس ، والدعوة لانتخابات جديدة لانتخاب مجلس النواب الثامن عشر الذي سيكون - بناء على القانون الجديد - مجلسا مختلفا ، وممثلا أكثر لشرائح الأردنيين ، وعاكسا لرغباتهم ولو نسبيا ، ولكن بشكل أعمق وأصدق من كل المجالس التي انتخب أصحابها وفق نظام الصوت الواحد ، عقب البرلمان الأقوى الذي جاء بعيد عودة الديمقراطية .

سألني أحدهم عن توقعاتي حيال هذا الأمر ، فوجدت بأن كل من يسأل مثل هذا السؤال ، تنقصه الثقافة الدستورية ، لأن الحل والعقد هنا بيد شخص واحد هو الملك فقط .. لماذا ؟ ..

لأن الدستور الأردني ترك الباب مواربا في هذه القضية ، ولكنها مواربة هي أيضا من صلاحيات الملك ، فالمادة 34 من الدستور ، وفي البند الثاني منها ما نصه : " الملك يدعو مجلس الأمة إلى الإجتماع ويفتتحه ويؤجله ويفضه وفق أحكام الدستور ".

وبرغم تقييد هذا الأمر بالدستور ، الذي جعل مدة مجلس النواب أربع سنوات ، فإن البند الثالث من نفس المادة يقول : " للملك أن يحل مجلس النواب " وجاءت العبارة هنا مفتوحة وغير مقيدة .

وبناء على هذا الأمر ، فإن بقاء مجلس النواب السابع عشر حتى استكمال مدته الدستورية " أربع سنوات " أمر محتمل ، ودستوري ، وكذلك فإن حل المجلس هو أمر مناط بالملك وهو أيضا أمر محتمل ودستوري .

ولكل ما سبق : فإن الذين افتوا بوجوب بقاء المجلس حتى انتهاء سنواته الشمسية الأربع محقون ، والذين أفتوا بحله مصيبون كذلك ، والقضية برمتها تتعلق بإرادة ملكية فقط .

باختصار : لا يعلم ماذا يدور في ذهن الملك إلا جلالته فقط ، وإذا أراد أحد أن يحلل القادم من الأيام فما عليه سوى رصد تصريحات أو خطوات القصر بهذا الإتجاه ، ومنها يمكن أن يستشف " احتمالات " .. أما ما دون ذلك فإن كل من يفتي بناء على الدستور والسنوات الأربع فقط يكون " يهرف بما لا يعرف " .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات