لا تركلوا كرة الأرض

تم نشره الإثنين 27 آذار / مارس 2017 01:11 صباحاً
لا تركلوا كرة الأرض
رمزي الغزوي

لسبت الماضي أحييت (ساعة الأرض) بشاعرية شفيفة، فهربت من أضواء المدينة وضوضائها، عبر طريق بعيدة، واستشرفت أفقاً واسعاً من السماء المكتنزة ببعض الغيم، ثم تركت الحبل على غارب أحلامي وأمنياتي، فرأيت أمنا الأرض تسترجع طيبتها الأولى وسلامتها وبركتها. رأيتها لا تعاني من تهتكات في طبقة الأوزون التي تحمينا، ورأيتها لا تسير نحو إنزياحات مناخية خطيرة، رأيتها نظيفة من كل الملوثات: رأيتها ناصعة البراءة!.

ومن المفترض أن مدينة عمان، كغالبية مدن العالم، احتفلت بساعة الأرض بطريقة عملية، من خلال إطفاء الأنوار غير الضرورية، في جميع مبانيها وفنادقها ودوائرها الحكومية والأهلية، لمدة ساعة كاملة، بهدف رفع مستوى الوعي البيئي، وتوفير الطاقة، وتخفيف انبعاثات غاز الكربون، انسجاماً مع توجهات صندوق الحياة البرية العالمي، للعمل على إبراز مخاطر التغيير المناخي والاحتباس الحراري، والاهتمام بترشيد استهلاك الطاقة، بمشاركة أكثر من خمس وسبعين مدينة على مستوى العالم!.

هذه الساعة المظلمة، أو شبه المظلمة، ربما جاءت شعوراً من الإنسان بأنه (خرّب) الأرض، وعاث فساداً بمناخها، ولوثها بآلته الصناعية، وجار على كائناتها فآلت بعضها للانقراض. هذه الساعة الاحتفالية أرادت أن تهمز ضمير الإنسانية، وتقول للعالم بأن عليهم أن يفكروا أكثر بأمهم الأرض، وأن عليهم أن يحموا الحياة عليها ويتعاضدوا لأجل ذلك.

فهل تكفي ساعة واحدة من الظلمة؛ كي تعيد النور لصواب الإنسان، فتخفف من كمية غاز الكربون المنفوث في الأجواء والذي يفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، ويهدد مناخ الأرض، بارتفاع حراري لا يطاق مما يهدد عش الحياة؟!. هل يكفي للواحد منا أن يطفئ مصباح بيته أو جهاز حاسوبه لساعة وحيدة، فيما دول كبيرة، ما زالت تشعل حروبها ومصانعها بطريقة جنونية.

الولايات المتحدة الأمريكية تستهلك أكثر من ثلث ما يستهلكه العالم من النفط، وهي بذلك تنفث أكثر من ثلث مما يخلفه العالم من غاز ثاني أكسيد الكربون، ومع هذا لم تدخل اتفاقية كيوتو الشهيرة، من أجل المحافظة على مناخ كرة الأرض. فأمريكيا وأخواتها ومثيلاتها  المشتركون بشراهة الاستهلاك وغلوائه لا يخنقون الأرض بكربون منفوث بالأجواء. بل إنهم شيئاً فشيئاً يركلون كرة الأرض نحو الهاوية!.

في خلوتي مع ساعة الأرض غمرني سؤال صغير: هل ستعمر الأرض يوماً ما بكربون الظلم المنفوث من نفوس المقموعين والمحترقين بنيران الجور والاحتلال والغيظ وبطش الدكتاتور والتعب وشرور الفقر؟!. هذا سؤال لن تجيب عنه ساعة الأرض المظلمة بحال من الأحوال!.

الدستور 2017-03-27



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات