سفير سوداني في السودان!

تم نشره الإثنين 10 كانون الثّاني / يناير 2011 02:39 صباحاً
سفير سوداني في السودان!
خيري منصور

قال وزير خارجية السودان ان أول سفير سيقدم أوراق اعتماده الى دولة الجنوب هو السفير السوداني من الشمال اذا انتهى الاستفتاء بانفصال الجنوب ، لهذا يبطل العجب من عنوان كالذي اخترناه لهذه المقالة وهو سفير سوداني في السودان ، فالمشهد العربي من أدناه الى أقصاه وبالعكس هو مشهد سوريالي ، ما كان لأي رسام أو مسرحي ساخر في القرن الماضي أن يرسمه على هذا النحو وبهذه التضاريس التي تكاد تخلو من اللون الأخضر.

ان العالم العربي الذي يهدده الظمأ وتتربص به المجاعات وتتفاقم فيه نسب البطالة ويسيل على تخومه من كل الجهات لعاب الغزاة ليس لديه ما يفعله كرد فعل على كل هذا غير الانشطارات المتعاقبة والاستقلالات عن ذوي القربى التي تمزق الأحشاء وتعيد الى الذاكرة تلك الحكاية عن النساء اللواتي ادعين الطفل ونسبته كل واحدة منهن لنفسها ، الى ان حسم الأمر ذلك القاضي الحصيف عندما قال لهن بأنه سوف يشطر الطفل بالسيف عندئذ صاحت الأم الحقيقية متنازلة عن حقها بابنها كي لا يموت..

لم نعد نعرف الآن من هي الأم أو من هو الأب في هذه الوليمة الجغرافية التي لم يتبق من التاريخ الا ما يفرزه فيها من مرق وثريد هما في الحقيقة من دماء الأبناء الضارة النافعة قدر تعلقها بمتوالية الانشطار العربي يستفيد منها من يحلمون بوظائف لا تكفيهم الا اذا حدث الانشطار ، واذا كان العالم العربي قد تبادل السفراء مع بعضه منذ سايكس بيكو فهو الآن يتبادل السفراء بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه وسيكون له ذات يوم آلاف السفراء انسجاما مع مئات الرؤساء ومئات الاناشيد الوطنية والاعلام،

ما من مريض في العالم سواء كان مريض موليير الكوميدي في مسرحيته الشهيرة أو المريض العربي كنسخة معكوسة لفيلم المريض الانجليزي فعل بنفسه كل هذا..

فالمصابون بالانيميا الحادة يحاولون امتصاص ما تبقى من دم في عروق بعضهم وهي ناشفة ، والمهزومون يحاولون تعويض هزائمهم بانتصارات دونكيشوتية على أصغر الاشقاء والابناء ، والمحتلون حتى النخاع يقتتلون ويأكل بعضهم البعض أحياء وموتى..

ما الذي أبقاه المشهد القومي سياسيا لرسامي الكاريكاتور وكتاب المسرح الكوميدي؟

لقد أصبح هذا المشهد بكل ما يعج به من أشباح وكوابيس ومساخر يهدد أصحاب المهن ذات العلاقة بالسخرية ببطالة مُزمنة..

اليوم سفير سوداني في السودان ، أما غدا فهو لناظره بعيد اذا لم يكن ذا خيال يستبق أياما حبلى بالمسوخ ، وهو لناظره أقرب من الأنف اذا شم رائحة الدخان القادم والغبار الذي يحجب الآفاق والشمس ، الجغرافيا العربية الآن منكوبة بعدة مقاييس والسيناريوهات المتخيلة تتنافس على الاسوأ ، لكن شهاب الدين وأخيه يقتتلان على جزرة أو بصلة ، ومن فرط بالسيادة بمعناها السياسي والدولي الدقيق يحلم بسيادة وهمية على حارة أو حتى غرفة على السطح..

العرب سفراء.. لكن في بلدانهم والقادم أعظم،،(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات