حكايات عن الملك

للملك حكايات لا تروى مع شعبه ، يعرفها من رافقه في زيارة هنا او هناك ، او جولة هنا او هناك.
يبقى الملك عبدالله الثاني عند باب الحرم المكي اكثر من نصف ساعة ، وهو ينتظر حاجا اردنيا اخذه الى الحج ، عام الفين ، بعد ان ضاع الحاج بين الملايين ، ويأبى الملك ان يغادر ، الا بعد ان يتم ايجاد المواطن الاردني الذي تاه ، ولم يتبسم الملك الا بعد ان جاء الحاج بعد انتظار.
ذات الملك ، يجلس الى اردني في البادية الجنوبية ، يجلس واياه الى الارض ، بعد ان ارتفع صوته صارخاً بأن لديه مظلمة ، واذ حاول يومها مسؤولون ابعاد الرجل ، الا ان الملك ذهب اليه ، وخلصه من يد المسؤولين ، جالساً واياه الى الارض مستمعاً لمظلمته.
في مرة اخرى ، يتسلم الملك من بريده رسالة من أردني في اربد يقول للملك فيها ان قبر ابيه الشهيد للبيع ، وحين يسأل الملك يكتشف ان ابن الشهيد يعاني من الفقر الشديد ، فينصف الملكُ الرجلَ ويكرمه ، ويأخذه مرة الى العمرة على ذات طائرته وبرفقته.
في حكاية رابعة ، يعرف الملك عن سيدة في الطفيلة ، استشهد زوجها وهو عريس لم يكن مضى على زواجه سوى اسبوع ، عام سبعة وستين ، واستشهد في معركة السموع ، والملك يفاجئ ارملة الشهيد ، واذ به على بابها متفقداً احوالها مكرماً اياها.
ذات خامسة ، يأتي عجوز مصاب بالسرطان والقصة في الكرك ، ليقول للملك انه فقير ومريض وابنه في الجامعة ، والملك يومها يتغير وجهه غضباً على حال الناس ، فيأمر بإنصاف الرجل واكرامه وحل مشاكل حياته.
في السادسة ، يدخل الملك بيتا كركيا ، فيه ثلاث فتيات جامعيات يتيمات والام تشقى لاجلهن ، فلا تخرج سحابة الخير الا بعد ان تمطر على البيت ومن فيه ، فتدرس الصبايا على حسابه وعلى نفقته.
اما الحكاية السابعة ، فهي لشهيد اردني من الشمال استشهد في القدس ، فيكون نصيبُ ارملته بيتاً واثاثاً للبيت ، ورعاية كاملة ، وامراً ملكياً بتفقد احوال العائلة وعدم نسيانها.
في ثامنة ، يدخل الملك بيت عجوز تسعينية في مخيم عزمي المفتي قرب اربد ، والعجوز تكاد يغمى عليها حين ترى الملك ، في مخيم يدخله ملك هاشمي ، فيمسح بيده الاردنية الكريمة على رؤوس الفقراء والمساكين والمحتاجين.
التاسعة تقول: الملك يتبسم عند رؤيته مواطنا يقول له وقد اخرج من جيبه قطعة جميد ويشكو الى الملك ان بيته لم يبق فيه شيء ، سوى هذه القطعة ، فيرد الملك متبسماً ان "بيتك هو بيتي" ويحل مشاكل الرجل جملة وتفصيلا.
اما العاشرة ، فهي قصة لايتام في مادبا والملك يعرف تفاصيل قصتهم ، وحرمانهم من الطعام والدراسة ، فيأمر ببناء بيت لهم ، وتأمينهم جميعا في المدارس ، وسداد ديون الام ، وانقاذ العائلة.
الملك من الناس والى الناس ، ولم يحكم على الناس ، بل يحكم عبرهم ، وهكذا ملك يستحق الانحياز ، كما انحاز دوماً الى شعبه ، لانه رمز الاستقرار والامان ، ولانه ايضاً لا يحمل الحقد في قلبه.
قيمة الملك في قلوب الاردنيين كبيرة ، وهي قيمة اصيلة ، غير مزيفة ، ولا تقوم على الخوف او النفاق ، واذا كان الشعب هو عسكر التاج وحماته ، فانهم ايضاً لا يسمحون لاحد بان يشمت في هذا البلد ، وفي امنه واستقراره ووحدته ، وهي عناوين لا يفرط العاقل بها.
الذي يرى الهدم في كل دول الجوار ، يعرف ان قيمة الوطن ليست شعاراً ، وليست اغنية ، وقيمة الوطن هي في حفظه من الخراب ، ومنع ايذائه تحت اي عنوان ، وتكريس استقراره ، ورمزيه الملك في كونه الاب لكل واحد فينا.(الدستور)