... لا تقطع!

لنقف لحظات!. فقطع 2200 شجرة معمّرة في الكورة، هو قطع غابة. ولا يوجد مشروع حيوي ومهم لا تبنيه الدولة على بعد ثلاثة كيلومترات من الغابة!!.
...نتذكر، على طريق عمان – إربد، بدأ مشروع الاوتوستراد بقطع كل الأشجار التي كان زرعها محمد نويران ودائرته الناشطة حتى قبل ضرب أول فأس في ذلك الطريق. وقتها قال الصديق الذي واكب الزراعة، لو صبروا. لو اعادوا قياس عرض الأوتوستراد لكانوا كسبوا مئات الأشجار، فالمشروع استغرق أكثر من ثلاث سنوات!!.
لا يوجد مبرر لقطع شجرة لا نغرس مكانها مائة شجرة، خاصة إذا كانت شجرة معمّرة وطبيعية. ونحن في غابة الكمالية نعرف معنى قطع شجرة بلوط تجاوز عمرها 200 سنة. ونعرف معنى الوجع الذي يحسه جيرانها كلما حاول حرامية الحطب السطو عليها بالمناشير الأوتوماتيكية، التي تشبه الأسلحة قاتلة الأطفال.
نحيي الصديق د. الوريكات في مجلس النواب على موقفه من تقطيع غابة الكورة، فانعاش الشمال الباهي الجمال، الأخضر لا يتم بقطع أشجاره، وإلاّ لكانت جنّة الأردن تحوّلت إلى جبال جرداء شأن جبالنا التي نتمنى أن نراها خضراء من الشمال إلى الجنوب.
نشعر بالضيق كلما وصلنا إلى نقطة يناقش فيها الناس خيارا واحدا ان نبني مؤسسة أو نقطع غابة.
- لماذا لا نبني دون قطع؟
- لماذا لا نوسع المساحات الخضراء؟ كيف؟
نجنّد أبناءنا الطلاب ونخرجهم من حالة الفراغ والمشاجرات إلى جبالنا الجرداء ليزرعوا خضرة وخصبا.
لقد فعلنا في مطلع الستينيات من القرن الماضي وهذه غابات وصفي التل وأم الكندم ومثلها الكثير. زرعها طلابنا في معسكرات العمل.
- كيف؟
ندعو رجال القوات المسلحة ليزرعوا الغابات باسم وحداتهم وشهدائهم فماذا أجمل من ان يأخذ الجندي المتقاعد أبناءه لقضاء يوم في غابة اللواء أربعين او الفرقة الخامسة فيحدثهم عن أيام الجندية وعن عشرات من رفاقه الشهداء.
الأمم لا تصنع أمجادها وتنسى بل تخلدها في الشوارع والساحات والغابات والمدارس والجامعات، فليس اكرم من ان تمر بشارع اسمه شارع الشهيد ابراهيم كريشان او شارع وصفي التل او مدرسة فوزي الملقي، او غابة صديق العرب شارل ديغول.
ازرع.. لا تقطع. (الراي)