10 عساكر لكل متظاهر

تم نشره الخميس 27 كانون الثّاني / يناير 2011 02:13 صباحاً
10 عساكر لكل متظاهر
ياسر الزعاترة

 

في شوارع مصر التي انتفضت من أجل التغيير ، استدعى النظام كامل عدته الأمنية في المواجهة ، فكانت الشوارع جاهزة لاستقبال 10 عساكر لكل متظاهر ، الأمر الذي سيتواصل لأن تعداد رجال الأمن المركزي لا زال قادرا على ملء الفراغ العددي ، لكن النسبة ستبدأ في التراجع ما إن يتفوق عدد المتظاهرين عن 100 ألف أو أكثر ، على اعتبار أن تعداد رجال الأمن هو في حدود المليون ، والرقم لا يشمل أعداد الجيش بالطبع. مع العلم أن تعداد الجيش يساوي نصف تعداد الأمن ، خلافا لأكثر دول العالم.

كلما رأينا رجال الأمن المركزي في الشوارع يواجهون المتظاهرين ، سنتذكر من دون شك أحمد (قام بدوره الفنان الراحل أحمد زكي) ، ذلك الجندي الطيب في واحد من روائع السينما المصرية للراحل عاطف الطيب ، أعني فيلم (البريء) الذي يجسد ذلك الجندي بعد أن يكتشف أن من كان يقاتلهم ليسوا أعداء الوطن ، وإنما الحريصين عليه والمضحين من أجله. وسندرك أن هذه الجحافل ما هي إلا أحمد مضروبا في مليون ، وهم سيغيرون موقفهم ذات يوم حين يدركون أن هؤلاء الذين ينتشرون في الشوارع قد يكون أحدهم ابن أو أخ أو صديق أو قريب ، وجميعهم ينتفضون من أجل أن تعيش مصر بحرية وإباء.

الأكيد أن الشعب المصري يستحق أفضل مما هو فيه ، ليس على صعيد العدل والحرية وحقوق الإنسان ، بل على صعيد لقمة العيش أيضا ، إذ ليس من العدل أن يملك 200 شخص من أبنائه ما يملكه أكثر من ربع السكان ، وإذا ضاعفت الرقم مرة أو مرتين سيملك هؤلاء أكثر من ثروات نصف السكان.

هنا تتبدى معضلة تحالف السلطة والثروة ، ولذلك سيدافع هؤلاء بأيديهم وأسنانهم ، ولن يسلّموا بسهولة ، لكن التضحيات ستكون كفيلة بتحقيق الانتصار المطلوب ، وعندما يبدي الناس استعدادا للتضحية من أجل حريتهم ، لن يكون بوسع أحد أن يقهرهم.

دخول الإخوان المسلمين على خط الاحتجاجات الشعبية المصرية كان قرارا حكيما من الجماعة ، والأفضل أن تكون الاحتجاجات محطة إجماع بين جميع المصريين ، لأن المطلوب هو الحرية ، والحرية أولا ورفض الفساد واستئثار عدد من الناس بالسلطة والثروة على حساب الشعب.

ثقل الإخوان وقدرتهم على الاستمرار والحشد هي إضافة نوعية للاحتجاجات ، وضمان لعدم خروجها عن السياق العام الذي يضر بالممتلكات العامة التي ستؤدي إلى خوف قطاعات من الناس من التحرك ، وقد تدفعهم للوقوف ضده.

ليس لنا أن نقول لشعب مصر العظيم ماذا عليه أن يفعل ، فهو أعرف منا بما ينفعه في حياته ومستقبله ، لكننا نتحدث هنا عن النموذج التونسي الذي ألهمهم وألهم وسيُلهم الكثيرين ، فقد أدرك الناس أن سلاح الاحتجاجات السلمية هو سلاح قوي في مواجهة الظلم والفساد ، وسيكون بوسعهم أن يستخدموه على أنحاء مختلفة. وسواء تحقق المطلوب اليوم أو غدا ، فقد عرفت الشعوب طريقها ، ولن يكون بوسع أحد أن يستعبدها ثم ينام قرير العين بعد اليوم.(الدستور)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات