يناير المصري 1977 و 2011

في يناير (كانون ثاني) من عام 1977 انفجرت انتفاضة شعبية واسعة في مصر ضد حكم السادات وسياساته الخارجية (مع العدو الصهيوني) والاقتصادية خاصة قرارات عبدالمنعم القيسوني رئيس الفريق الاقتصادي المتنفذ المنحاز لحيتان السوق والمافيات المالية ضد الفقراء والطبقات الشعبية.

وفي يناير 2011 اطلق الشعب العربي في مصر ثورة عارمة ضد الفساد والاستبداد وسياسات التجويع التي وضعت غالبية المصريين تحت خط الفقر, ناهيك عن. اولا: العلاقة مع العدو الصهيوني التي وصلت حد بيع الغاز المصري له باسعار السوق المصرية نفسها التي تباع للمواطنين. ثانيا: تحويل مصر الى مزرعة لعائلة مبارك وتفصيل الدستور على مقاسها, وما بين انتفاضة 1977 وثورة 2011 الكثير من القواسم المشتركة واختلافات مهمة واساسية بالمقابل.

1- انها حركة عفوية فاجأت الجميع من النظام نفسه الى المعارضة الى القوى الخارجية واجهزتها.

2- انها حركة شاملة امتدت الى كل انحاء مصر ومدنها وشملت طبقات وقوى واسعة وايديولوجيات مختلفة.

3- انها حركة بدأت سلمية وحولتها الحكومة واساليبها الى مواجهات عنيفة امتدت الى مراكز الشرطة التي سقطت بسرعة حيث تدخل الجيش اثرها.

4- مطالبة الانتفاضة والثورة بالغاء حالة الطوارئ واحترام استقلال القضاء, وايقاف تدخل مباحث امن الدولة في العمل السياسي.

5- استخدام السلطة في الحالتين: الانتفاضة والثورة لتكتيكات بوليسية واعلامية وسياسية متشابهة: فمن اخراج البلطجية من السجون الى اعتداء على المتظاهرين الى فزاعة الاجندة الخارجية, من اتهام اليسار والشيوعيين عام .1977

(تصريحات رئيس الوزراء ممدوح سالم ووزير داخليته سيد فهمي) الى اتهام الاسلاميين..

ومن التكتيكات المشتركة ايضا للسلطة المناورة واللعب على الوقت بوعود واكاذيب مختلفة من تحسين الوضع المعيشي الى توسيع الحريات العامة وكذلك اللعب على الحساسية الشعبية المصرية ازاء اي تدخل خارجي.

6- الجرائم المروعة ضد المواطنين على ايدي الشرطة السرية والمرتزقة والقناصة حيث قتل حوالي 100 مواطن في انتفاضة 1977 اضافة لالاف الجرحى فيما لا تزال المذبحة مستمرة ضد المواطنين في ميدان التحرير.

اما اوجه الاختلاف بين الحركتين فابرزها:

1- انتقال الشعب المصري من الانتفاضة 1977 الى الثورة 2011 التي تستهدف تغيير النظام برمته.

2- اتساع الفقر والتجويع من جهة واتساع حجم الفساد واللصوصية عند المجموعة الحاكمة من جهة ثانية.

3- انكشاف زيف وعود البنك الدولي من جهة وزيف سنوات العسل بعد (السلام) مع العدو الصهيوني من جهة ثانية.
(العرب اليوم )