دفاعاً عن الحًرْباء!!

تم نشره الثلاثاء 01st آذار / مارس 2011 02:46 صباحاً
دفاعاً عن الحًرْباء!!
خيري منصور

 

 

هل خطر ببال النظام العربي سواء كان مخلوعاً أو قيد الخلع وفي ذروة ربيعه أن من يدبجون المقالات في ضوء عطسة الزعيم أو تبعاً للون ربطة عنقه سوف يقفزون الى الشاطىء المقابل برشاقة قرد؟ وهل فكر ذلك الزعيم المشنوق أن الصحفي الذي اقعى تحت قديمه في القطار القادم من البصرة الى بغداد سوف يقلب له ظهر المجنّ ويهجوه مقابل حفنة دولارات؟

يبدو أن ما يسمى النظام العربي قد أصرّ على أن يقتفي خطوات التمثال الهندي.. الذي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ، وان فعلها وسمع فلمن يطربونه حتى يستخفه الطرب ويرقص ، وان فعلها وتكلم فلكي يضاعف من الأخطاء.

قلناها مراراً ، ونكررها الآن بين رحيل وآخر وبين زلزال واعصار ، ان هؤلاء الذين نافقوا النظم وساهموا في افساد الضمائر ، وزوروا الحقائق يتخلون عن سادتهم لمجرد أن تفرغ خزائنهم أو يهددون بالرحيل ، فهم ضباع لا تغادر أشلاء ما تبقى من الفريسة الا اذا لاحت لها فريسة أخرى عفّت الضواري والجوارح عن جلدها وعظمها.

ان الديكتاتور في العالم الثالث ومنه عالمنا العربي ضحية بقدر كونه جلاداً ، لأنه سرعان ما يحاط بالمطبلين والمزمرين الذين يتغزلون بثياب الامبراطور حتى لو كان عارياً انها مناسبة لمناشدة القادمين من آفاق لا تزال مفعمة بالدخان والغبار.. والقول بلا أية مواربة.. احذروا هؤلاء.. فقد افسدوا السابقين وبدأوا يتهيأون بالمهارة ذاتها والطبول ذاتها لافساد القادمين ، فهم من حولوا الهزائم التي تحولت الى فضائح كونية وتاريخية الى انتصارات ، وهم من امتدحوا أجنحة السلاحف وكتبوا قصائد الغزل بسيقان الأفاعي.. وهم الذين حبسوا العصافير ورقصوا على ايقاعات النعيق بين الاطلال والخرائب..

يرحل النظام ، وقد يختفي جنرالات ورجال مال وأعمال ، لكن هؤلاء لا يمسهم أذى ، لأنهم مجرد امتداد عضوي للأبواق والمايكروفونات..

هذه واحدة منهم.. وأقسم بالله وبالوطن انها قالت قبيل رحيل الزعيم بثلاثة أيام انه يأتي في ترتيب الكائنات بعد الله مباشرة وقبل الوطن ، لأن الوطن بدونه أرملة.. وبعد ثلاثة أيام فقط ، قالت على الشاشة ذاتها: الآن أتنفس الصعداء ، وأشعر بأن الكابوس تحول الى حلم أزرق..

كم هو مسكين الجنرال أو الزعيم الجديد اذا صدّق هؤلاء الذين كسروا جرار الفخار وراء سلفه واستقبلوه بالمناديل وباقات الورد.. لأنه آخر من يعلم أن الجرار المهيأة للكسر وراءه موجودة في رؤوسهم وفي خوابي بيوتهم.. والمسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.. ما من طاغية أو ديكتاتور يصنع نفسه بمفرده وبدون حاشية وزمرة تنفخ فيه وتتملق نرجسيته حتى الجنون ، فلماذا يرحل الزعيم ويبقى هؤلاء؟ وأي نوع من السردين المعلب هذا الذي تمتد صلاحيته عدة عقود.. ويصدق الناس أنه صالح للتناول ثم يفاجأون بالتسمم من الصدأ والعطن.

لقد سبق أن وصفناهم بالحرباء.. والآن نعتذر لهذا المخلوق المسكين الخائف الذي يكذب بلون جلده فقط.. لأن هؤلاء يكذبون بعيونهم وألسنتهم وأصابعهم وحتى دموعهم اذا لزم الأمر..،،(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات