قمع وفساد ثوري

ازدواجية المعايير, ليست مسألة جديدة ولا تقتصر على لون سياسي وايديولوجي واجتماعي دون غيره, فهي عامة وطامة, وكان نموذجها الابرز ولا يزال هو البكاء الامريكي والاوروبي على الديمقراطية وحقوق الانسان في كل مكان يمس مصالحهم مقابل التواطؤ والصمت بل والتبرير لجرائم اليهودية العالمية من صلب المسيح الى صلب فلسطين والتنكيل بشعبها العربي.. الخ.
وبالاضافة للامريكان والاوروبيين والعواصم الرأسمالية العالمية, وجدنا لازدواجية المعايير مساحات اخرى عند بعض العرب وخاصة في صحافة وفضائيات معروفة تناولت الحركة الشعبية في ليبيا والبحرين..
فهم مع حق المناوئين للرئيس الايراني نجاد, في التظاهر والاحتجاجات في الشارع (ونحن معهم كذلك) ولكنهم ضد المعارضة في البحرين ويرون فيها تعبيرا عن اجندة ايرانية مع ان ابرز نشاطات الشارع المعارض في البحرين تمت في عهد رموز المعارضة الايرانية عندما كانت في السلطة.
وبالمقابل, ثمة من يدعم معارضة البحرين ويتهم المعارضة الايرانية بالعمالة للخارج..
وفي الموضوع الليبي فان كثيرين من الذين ايدوا الثورة الشعبية في مصر وتونس رغم الغزل الامريكي ومحاولات واشنطن ركوب موجتها, وقفوا ضد الشارع الليبي وانزلقوا الى الخطاب الرسمي ولم يروا نصف مليون متظاهر في بنغازي وعشرات الالاف في مصراته والزاوية وهم يهتفون ضد العقيد وجماهيريته الكوميدية, وراحوا يتحدثون مثل الاعلام الرسمي عن شبان مخدرين مرتبطين بالقاعدة او المخابرات الامريكية, كما شككوا بحجم الاموال المنهوبة من قبل العقيد وانجاله باعتبارها دعاية امبريالية, فيما صفروا طويلا وهم يسمعون المصادر الاوروبية نفسها عن ثروة الطاغيتين مبارك وزين العابدين. فالقمع والفساد السابقان في مصر وتونس رجس من عمل الشيطان اما في ليبيا فهو قمع وفساد ثوري.
اما بصدد الذرائع نفسها فلا بأس من تذكيرهم بانه اذا كان القذافي قد قدم دعما لحرب اكتوبر 1973 فان مبارك كان على رأس سلاح الجو المصري نفسه.(العرب اليوم)