ذروة التوتر بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين

تم نشره الأحد 20 آذار / مارس 2011 02:46 صباحاً
ذروة التوتر بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين
ماهر ابو طير


في المعلومات ، ان التوتر بين الحكومة وجماعة الاخوان المسلمين ، بلغ ذورته ، خلال الايام القليلة الماضية.

آخر اسرار هذا التوتر ، قيام رئيس مجلس الاعيان بمشاورة شخصيات اسلامية لدخول لجنة الحوار الوطني ، وقد وضعت هذه الشخصيات شروطاً ، ابرزها السماح بمناقشة تعديلات واسعة على الدستور ، فأبلغ المصري الاسلاميين ان تلبية طلباتهم غير ممكن.

الاسلاميون اعتذروا للمصري عن المشاركة ، في مكالمة اجراها القيادي الشيخ حمزة منصور رئيس حزب جبهة العمل الاسلامي.

طاهر المصري ابلغ معروف البخيت باعتذار الاسلاميين ، غير ان البخيت اصر على وضع اسمائهم ، رغم انهم يرفضون الدخول ، لسببين ، الاول انهم قد يغيرون موقفهم لاحقاً ، والثاني لاحراجهم واظهارهم بصورة المستنكف عن هكذا مهمة.

الاسلاميون شعروا بمفاجأة مذهلة امام الاعلان عن اسماء قيادات اسلامية في اللجنة ، وهم من كانوا قد ابلغوا عن الاعتذار مسبقاً ، الا اذا تمت تلبية طلباتهم ، وهكذا اعلنوا عن اجتماعات لتدارس الموقف ، وأشهروا الاعتذار ، بعد ان كان سرياً.

احد الذين شعروا بذات المفاجأة كان رئيس اللجنة ، اي طاهر المصري ، لانه ابلغ معروف البخيت باعتذارهم ، ولم يقتنع المصري بمبررات الزج بهم ، دون رغبتهم ، هذا على الرغم من ايمانه بأهميتهم.

بهذا المعنى ، يكون التحسس بين الحكومة والحركة الاسلامية بلغ درجة عليا ، لانهم لم يوافقوا في البداية ، الا على اساس اشتراطات ، وحين علموا بعدم القدرة على تلبيتها ، اعتذروا ، لكنهم وجدوا انفسهم في اللجنة ، عنوة ، مما جعلهم يحولون الاعتذار ، من مكتوم الى علني.

بهذا المعنى ، اعتبر الاسلاميون طرح اسمائهم ، نوعاً من الاحراج السياسي ، لانهم لم يوافقوا مسبقاً ، وابلغوا قرارهم لمن اتصل بهم.

الرد على هذا الوضع تمثل بانسحاب عضو جديد من اللجنة اي "الجعبري" واحتمال ارسال عبدالهادي الفلاحات الاسلامي بديلا عنه ، يمثل النقابات التزاماً منه بقرار الاخوان المسلمين بمقاطعة اللجنة.

مرجعيات رسمية ترى ان مفردات الحركة الاسلامية كالاشارة الى عصيان مدني ، وهو ما قاله الصديق الشيخ زكي بني ارشيد ، وتلويح الحركة برفع سقف مطالبها ، ورغبة الاسلاميين بوضع كل "الدستور" على مائدة النقاش كلها قضايا مثيرة للتوتر ايضاً.

فوق ذلك ترى هذه المرجعيات ان الاخوان نجحوا الى حد كبير في تفكيك اللجنة ، حجراً تلو حجر ، خصوصاً ، ان شخصية سياسية كالسيد لبيب قمحاوي اخذت في حسابات انسحابه ايضاً ، انسحاب الاسلاميين ، على ما بينهما من اختلاف سياسي ، وفقاً لما رشح من معلومات.

الواضح ان القدرة على الالتقاء بين الحركة الاسلامية والحكومة تراجعت الى حد كبير ، فطلبات الحركة تتصاعد ، والحكومة غير قادرة على تلبية طلباتهم ، وهناك مناكفة علنية وسرية بين الطرفين ، والممانعة سيدة الموقف.

سياسي اردني رفيع المستوى يقول نقلا عن قيادات في جماعة الاخوان انها حسمت امرها بأتجاه الشارع ، وانها تريد الشارع كلياً ، وانها باتت تؤمن بعدم رغبة الحكومة بحل اشكالات شهيرة ، كملف جمعية المركز الاسلامي الخيرية.

فوق ذلك ، يرى الاسلاميون ان المناخ الدولي والاقليمي يساعدهم على رفع مستوى شعاراتهم ومطالبهم ، فيما لا يرون اي افق للوصول معهم الى تسوية سياسة ، او تفاهم في حده الادنى.

مع ما سبق ، تسربت معلومات الى جهات عليا ، ان الحركة الاسلامية رغم عدم اعلانها رسمياً ، الا انها لا تنوي حتى الان المشاركة في الانتخابات البلدية ، واذ ترتاح جهات عدة لهذا التوجه ، الا ان ارتداده سيكون سلبياً على سمعة الانتخابات.

في كل الاتجاهات العلاقة بين جماعة الاخوان المسلمين والحكومة ، دخلت نفقاً حساساً وصعباً وخطيراً ، والمكاسرة بين الطرفين غير محسومة النتائج ، لان الظروف المحلية والدولية والاقليمية ، تجعل اي اتجاه للحسم محفوفا بالخطر ، والمقامرة.

الوصول الى تسوية مع الاخوان المسلمين ، حل وحيد ، فقد كانوا تاريخياً ، طرفا مشروعاً ، محاورته والوصول الى قواسم مشتركة معه ، تنفع ولا تضر ، فيما تشابك المعادلات اليوم ، يؤدي الى اقصائهم الى آخر درجة من درجات اليمين السياسي.

لا الحكومة ولا الاخوان المسلمين ، يقبلان بهبوط اضطراري لطائرتهما ، ولا احد يعرف ايضاً الى اين تذهب الطائرة؟،(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات