ورطة حماس في سورية

تم نشره الثلاثاء 05 نيسان / أبريل 2011 01:44 صباحاً
ورطة حماس في سورية
ياسر أبو هلالة
يمكن طرح سؤال كبير: هل يمكن لقيادة حماس أن تنتقل إلى القاهرة؟ هذا السؤال لم يكن مطروحا من قبل. بعد سقوط مبارك يمكن طرحه. فبيان حماس عن الأوضاع في سورية، يشي بعبء الاستضافة. فالأصل أن حماس لا تتدخل في الشؤون الداخلية العربية. وهي امتداد عضوي وفكري لجماعة الإخوان المسلمين المعارض الأساسي لنظام البعث. وقانون 49 الذي ينص على إعدام كل من انتمى لجماعة الإخوان المسلمين ما يزال فاعلا، ويمكن تطبيقه على قيادة حماس. البيان لا يقول شيئا مهما، وتمنى الخير لسورية. لكن من حق المعارضين لحماس أن يعتبروه وقوفا إلى جانب النظام.
وقفت حماس مع الثورات العربية. وكانت أسعد الناس بسقوط نظام مبارك وبن علي. في سورية لا يتوقع لها أن تتخذ نفس الموقف. فسورية داعم حقيقي للمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، ودفع النظام كلفة عالية لذلك. وهو مصنف ضمن الدول الراعية للإرهاب ليس لأنه قمع المعارضة في الداخل، بل لأنه يدعم المقاومة. وتستطيع سورية أن تبيع المقاومات أو تساوم عليها، لكنها ظلت ملتزمة بموقفها التاريخي في الصراع العربي-الإسرائيلي. وبما أن الدول ليست جمعيات خيرية، فإن سورية تحاول الاستفادة من موقفها الممانع في مواجهة الاحتجاجات، أو الثورة، سواء في علاقتها مع حماس أم تركيا أم قطر. كان موقف رجب طيب أردوغان لا يقل حرجا عن موقف خالد مشعل عندما تحدث عن اتصاله بالرئيس السوري، فذلك الموقف مختلف كثيرا عن موقفه من الثورة في مصر. وهذا الحرج ينطبق على قطر أيضا.  وامتد الحرج إلى المعارضة الأردنية التي تغاضت عما يحدث في سورية، دعما لممانعتها.
يخطئ النظام السوري عندما يعتقد أن حماس تستطيع أن تدعمه في مواجهة شعبه. على العكس، بإمكانه أن يستثمر علاقاته في حماس وتركيا وقطر من أجل تفكيك لغم الطائفية. فعلى رغم أجواء الاحتقان المذهبي التي عبرت عنها اتصالات تتهم عناصر إيرانية ومن حزب الله بقمع المتظاهرين، إلا أن أحدا لم يتهم حماس أو تركيا.
أجواء الشحن المذهبي مفهومة، حتى في إيران اتهمت المعارضة حزب الله بقمعها، وهذه لعبة سخيفة تستدر دعم اللوبي الصهيوني. لدى
حزب الله ما يشغله عسكريا وأمنيا وسياسيا. حماس حركة سنية، وهي امتداد عضوي لجماعة الإخوان المسلمين التي قاتلت النظام وقاتلها. وهي تحظى بثقة الطرفين وقادرة على فتح قنوات حوار على مستوى رسمي وشعبي.
إن معاداة إسرائيل لا تعطي ضوءا أخضر لأحد لقمع الناس، سواء كان عبدالناصر أم حماس أم صدام حسين أم إيران أم بشار الأسد. الناس التي تعارض النظام، وهو يعرف جيدا، أكثر منه جذرية في عداء الصهيونية. وهم مستعدون للمصالحة مع النظام في ظل الديمقراطية واستمرار المواجهة مع العدو الصهيوني. لذا هتفوا وهم يحملون قتلاهم في درعا "يا ماهر يا جبان.. ودي جيشك للجولان".
في مصر تبين بعد الثورة أن الموقف من إسرائيل تغير من تحالف إلى جفاء. ولم نسمع كلاما إيجابيا فقط عن غزة، وإنما عن إيران. ولذا على حماس أن تفكر جديا بالرحيل إلى القاهرة إن وصلت الضغوط عليها إلى درجة أن تكون في مواجهة الشعب السوري. المؤكد أنها لن تكون.(الغد)


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات