وداعاً لهيئة الطاقة الذرية

تم نشره الإثنين 11 نيسان / أبريل 2011 02:04 صباحاً
وداعاً لهيئة الطاقة الذرية
فهد الفانك

لم تعـد هيئـة الطاقة الذرية الأردنية تدافـع عن مشروع بناء مفاعلات ذرية في الأردن لتوليد الكهرباء ، بل أخـذت تدافع عن وجودها ، تماماً مثل أي مؤسسـة انتهـى مفعولها قبل أن يبـدأ ، ولكنها تتشـبث بالبقاء ، كما يتشبث مدراؤها بمراكزهم.

في بيانها الذي نشـرته (الرأي) في 6/4/2011 أشـغلت الهيئة نفسـها بإثبات أن للمفاعل فوائد ، فهـو يولد الكهرباء ويحلي الماء ، وكأن هناك من زعم بأن المفاعلات الذرية لا تفعـل ذلك ، السـؤال يا سـادة يدور حول الفوائد المحدودة والثمن الباهظ والمخاطر غير المحـدودة.

يقـول البيان أن البرنامج النووي يهـدف لحماية المملكة من تقلبات أسواق النفط والغاز حيث تشـكل فاتورة البترول المستورد أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي. تريد الهيئة إيهامنا بان المفاعلات سوف تغنينـا عن اسـتيراد البترول والغاز ، مع أن إنتاج الكهرباء ليس سـوى جزء من استعمالات البترول ، فماذا عن الصناعة والنقـل وغاز الطبخ ، هل ستسير كلها على الطاقـة الذرية. ثم إن كلفة البترول المستورد تشكل 2ر12% من الناتج المحلي الإجمالي في 2010.

أفهـم أن تنتقـد الهيئة غير المختصين بالمفاعلات النووية من كتـّاب المقالات ، اقتصاديين ومهندسين وأطباء ، الذين يعتمدون على المنطق ويقارنون التكاليف والمنافع ، ويرون ما يحدث في اليابان والعالم ، ولكن الهيئة تنتقـد جهات الاختصاص التي رفضت المشروع ، كهيئة تنسـيق العمل البيئي التي تمثل المجتمع أو سلطة الموارد الطبيعية التي تمثل الحكومة ، وكلها قـدمت تقارير علميـة موثقة وحججـاً دامغة على أضرار المشروع من جهة ، وعـدم جـدواه الاقتصادية من جهة أخرى ، ناهيك عن أن الموازنة العامة منهكـة بالديون ، وهناك أولويات أخرى أكثر إلحـاحاً وجدوى وأقـل كلفة وخطراً.

ويحاول البيان قلب الحقائق بالإدعاء أن كارثة التسرب النووي في اليابان تعـود لموجة تسونامي وليس للزلزال.

في الأردن حالياً شركات كبرى واستثمارات هائلة لتوليد الكهرباء باستخدام المحروقات العادية ، فهل سيتم شـطبها ، أم أن المفاعل لن يقـدم سوى جزء صغير ، من حاجة الأردن للكهرباء ، فما هو هذا الجزء ، وكم كلفة إنتاجه نووياً ، وما هي جدوى إنفاق مليارات الدولارات لإنتاج جزء صغير من حاجة الأردن للكهرباء وتقليل جزء أصغر من فاتورة استيراد البترول.

هيئـة الطاقة الذرية ومفاعلاتها أصبحـت في حكـم المنتهية ، والتمسك بها نوع من المكابرة يجب أن تتوقـف.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات