أوباما ونتنياهو: من يظفر بالسباق ؟!

تم نشره الإثنين 25 نيسان / أبريل 2011 01:08 صباحاً
أوباما ونتنياهو: من يظفر بالسباق ؟!
عريب الرنتاوي

 
 

 

تأمّلوا المشهد التالي جيداً: الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يدخل في سباق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول مضمون وتوقيت "الخطوة التالية على مسار القضية الفلسطينية، في غيبة وغياب للمثل الشرعي الوحيد، فضلاً عن الموقف العربي الذي بالكاد يقوى على استرداد أنفاسه واستجماع قواه المبعثرة، هنا وهناك.

أوباما يستشعر الضغط الفلسطيني والعربي "على تواضعه"، وهو بلا شك يسترجع في "قرارة نفسه الوعود التي أغدقها على الرئيس عباس... أوباما يعرف أن "ربيع العرب" سيتحول في المديين المتوسط والطويل، إلى "خريف غضب" ضد واشنطن وسياساتها وتحالفاتها وصداقاتها في المنطقة، إن هي لم تفعل الحل للقضية الفلسيطينية.

وأوباما يستشعر أيضا حجم الضغط الدولي "الأوروبي بخاصة" عليه وعلى إدارته لملاقاة استحقاق أيلول/ سبتمبر القادم، باستعداد أمريكي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما أنه يدرك أتم الإدراك، أن واشنطن التي تواجه شرقاً أوسطاً جديداً، غير ذاك الذي بشّرت به ذات خريف، كوندليزا رايس، عليها أن تواكب أحداث المنطقة وأن تؤثر في تقرير وجهتها، وهي لن تنجح أبداً في ذلك، من دون أن تلج البوابة الفلسطينية.

لهذا كله، يستعجل الرئيس الأمريكي إطلاق مبادرة سياسية تقوم -كما تقول المصادر الأمريكية- على أربعة مبادئ أساسية، سبق لورقة كلينتون في مختتم الألفية الثانية، أن تضمنتها جميعاً، وهي: (1) اعتماد خطوط حزيران 1967 أساساً لترسيم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة، مع إبقاء الباب مفتوحاً لتبادل متكافئ للأراضي لحل مشكلة الكتل الاستيطانية الكبرى....(2) يتخلي الفلسطينيون عن حق عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم الأصلية داخل الخط الأخضر، على أن يكون بمقدورهم ممارسة هذا الحق حيث يقيمون وفي دولتهم ولدى طرف ثالث، فضلا عن العودة الرمزية لأعداد قليلة منهم...(3) تكون القدس عاصمة للدولتين، وبصيغة لا تختلف على ما يبدو عن صيغة "الأحياء العربية للفلسطينيين، والأحياء اليهودية للإسرائيليين...(4) تضمن الولايات المتحدة أمن إسرائيل وتفوقها، الآن ومستقبلاً.

هذه هي الصورة على جبهة الإدارة والبيت الأبيض، فكيف تبدو الصورة في أوساط مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والفريق المقرب...الصورة كما تقول المصادر الإسرائيلية تشتمل على ما يلي: (1) ثمة بعض القلق الذي يساور نتنياهو من نجاح الثعالب الفلسطينية في جر الرئيس الأمريكي إلى حظيرتها، ودفعه للإعلان عن مشروع يرسم سقفاً لن يكون بمقدور نتنياهو الهبوط بها أو الهبوط عنه...(2) حيال إصرار أوباما على القفز إلى ضفاف الحل النهائي، نتنياهو سيتقدم بعرض "سخيّ" للفلسطينيين ولكن في إطار "الحلول الانتقالية"، أي أنه لن يكون يتقدم بحل نهائي...(3) نتنياهو يسابق الزمن لعرض مشروعه قبل أن ينطق أوباما بالكلمة السحرية، وهو يريد أن يعرض لمبادرته من على منصّة أمريكية، من أجل "تربيط" أوباما، وليس رغبة في الحل وحرصاً على السلام.

بين الرجلين إذن سباق محموم، هذا يتحدث عن حل نهائي وذاك لا يريد أكثر من خطوة اعتراضية / استباقية، هدفها الجوهري، إجهاض الحل النهائي.. فهذا – أوباما - يريد أن يتقدم بمبادرته مع حول "استحقاق أيلول...وذاك – نتنياهو يريدها قبل ذلك، في أيار عندما يزور واشنطن، ويلقي خطابا في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشيوخ...هذا – أوباما – يريد أن يضع نتنياهو وكل الأطراف في "خانة اليك"، وذاك – بيبي – يريد استغلال منصة اللوبي والكونغرس والصداقة الجمهورية الحميمة لـ"تربيط" الرئيس الأمريكي، وشلّ حركته نهائياً.

قد ينجح أوباما في حشر نتنياهو في الزاوية الضيقة، وقد يواجه بضربة قاضية فنيّة من نتنياهو بعد تلك التي تلقاها منه إثر خطاب القاهرة وإصراره على استئناف الاستيطان...لكن الأهم من نجاح هذا وفشل ذاك، أن قضية الشعب الفلسطيني ومآلاتها ومصائرها، باتت متوقفة على نتائج "المفاوضات الأمريكية – الإسرائيلية" وبغياب الفلسطينيين والعرب، أصحاب الحق الشرعيين...وأن كل ما يقال عن مفاوضات عربية -إسرائيلية، فلسطينية -إسرائيلية ليس في واقع الحال سوى "رجع صدى" للمفاوضات الأهم التي تدور رحاها بشدة، بين أوباما وفريقه ونتنياهو و"جماعته"....وإلى أن يتصاعد الدخان الأبيض من مداخن صنع القرار في واشنطن وتل أبيب، فإننا من حقنا أن نواصل هوايتنا المفضلة: اللعب في الوقت الضائع !.(الدستور)
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات