عرب مخادعون ومخدعون ..!

صورتان متناقضتان قد تظهران داخل إطار واحد .. شياطين في رداء الفضيلة .. وملائكة في رداء رث ممزق .. وما بين هاتين الصورتين تكمن المصائب .. ثمة من يتظاهر بالعفة والطهر ، وهو يمارس في الخفاء الرذيلة والمعيقات ؛ فيقسم بشرفه العظيم وانتمائه الصادق ووطنيته الماسية وعرضه ويمينه ويساره " وربما بخلفه " ،، ويقسم بكل شيء وهوكاذب دنيئ ، لم يَطلب منه أحد أن يحلف الايمان ( على الطالعة والنازلة ) ؛؛ ناهيك عن الطلاق من " مرته " ؛ فيقسم كل هذه الإيمان على أنه سيقف في وجوه اولئك اللصوص الذين يغسلون جيوب الغلابا ،، وفجأة تجد هؤلاء المدافعون ملطخون بالرذيلة .. لصوصا ينبشون حتى قبور الموتى .. يستمتعون بجراح الأبرياء ..
صورة قاتمة لن تستطيع أن تحدد معالمها أو ملامحها ، عندما تكتشف أن من يدعون الطهر جناة يمارسون النهب والفساد بكل أشكاله وألوانه ؛ في الوقت الذي تظهر به براءة بعض المتهمين .. فيهم من هم أغبياء قد يقعون في المحظور دون إرادتهم ،، وفيهم من لا يُجيدون الدفاع عن أنفسهم حتى لو كان بهم خصاصة …
فعلا كثيرون هم أولئك الذين يلوون ألسنتهم ويقسمون " بأياديهم البيضاء " وهي سوداء ، ليظهروا في النهاية أنهم " نعاج " ولا أقول ذئاب وربما وحوش أو أقرب للخنازير ؛ على اعتبار أن الخنازير معروفة ومحرمَّة كونها قليلة الحس و( الشرف ) كما يقولون ،، مع أنني أشاهد تلك الخنازير من خلال أفلام وثائقية المتعلقة بعالم الحيوان ، وهي تدافع دفاعا شرسا عن ما يخصها ..
ثمة صور مفزعة تشاهدها هذه الأيام على فضائيات العربان المهترئة ، تظهر دون الرؤية ، وتمتزج فيها كل النقائض .. يُبرأ فيها المجرمون ويُدان فيها الأبرياء .. تسود فيها الألوان الرمادية وبحار ومحيطات ، ولا يستطيع أن يرى فيها الناظر ويعثر على ملامح واضحة …
ما جعلني أكتب هذه السطور هو من يسمي نفسه " بالعلامة " ويدعو للقتل والفتنة بين المسلمين ، ويحرض من خلال بوق يخدم الصهيونية أولا وأخيرا على القتل والفتنة من أجل النفاق والدولارات التي لم تشبعه رغم هرمه ..
في النهاية وفي هذا الزمن الرخيص جدا لن نعجب أبدا إن اكتشفنا سرقات وخيانات كثيرة قد رتب تفاصيلها بنفسه ..نعم إنه زمن العجائب والفحشاء بكل أنواعها وخداعها .. العرب اليوم