سلوكيات مريضة

تم نشره الجمعة 27 أيّار / مايو 2011 11:54 مساءً
سلوكيات مريضة
ماهر أبو طير

يتصل بي احدهم ست مرات مهدداً بحرق اولاده امام رئاسة الوزراء، لانه قد يخسر «مطعم الفول» الذي استأجره في الزرقاء، قبل سنوات، فلا تعرف ماذا تقول له امام التهديد.

يحمل آخر يافطة مكتوبا عليها «ابني للبيع»، واذ تسأله عن السبب يقول لا قدرة لي ان انفق عليه، وتقرأ رسالة ذات يوم من نجل شهيد يقول غاضباً قبر ابي الشهيد معروض للبيع، وحين تسأله عن السبب يروي لك حكاياته مع الفقر.

في مسيرة هنا وهناك تقرأ يافطات مكتوبا عليها «وطن للبيع» واخرى «اردني للبيع» وهكذا تتكاثر الشعارات المهددة ببيع الانجال والكريمات، وصولا الى حرقهم، وذر رمادهم في الاودية العتيقة.

في قصة اخرى ترمي ام اولادها قرب مؤسسة كبرى معروفة، وتقول لا اريدهم، واولادي معروضون للبيع لان والدهم طلقني، ولانني غير قادر على الانفاق عليهم، فيتم اخبار الجهات الرسمية، التي تأتي وتحمل «كومة اللحم» المرمية على جنبات الطريق.

كلنا يعرف حالة الناس الصعبة جداً، لكنني ضد هذه السلوكيات المريضة، اذ ما هو ضمير الاب الذي يعرض ابنه للبيع، او يهدد بعرض ابنه او ابنته للبيع، او حتى يحمل يافطة ليعبر عن قضية تحت عنوان «اردني للبيع».

هكذا معالجات هي اسوأ من ذات المشكلة، فلا شرع ولا دين ولا اخلاق تسمح لانسان بحرق اولاده او حرق نفسه، او عرض عائلته للبيع، وهي لا تعبر عن مرارة المشكلة، بقدر تعبيرها ايضاً عن سفاهة صاحب المشكلة.

هذه النمطية تقودك ايضاً الى الذين يهددون بالانتحار من اجل الحصول على وظيفة، والذي يصعد على برج او عمارة مرتفعة، ليهدد بالانتحار، كان اولى ان يوفر طاقته الجسدية في الصعود الى اعلى برج اتصالات، ويستغلها في وظيفة مهما كان دخلها.

هل هذه النمطيات تقليد اعمى لشعوب اخرى، ام انها طبيعية، واين ذهبت الحصانة الدينية والاجتماعية، التي تمنع الانسان، حتى في اسوأ ظروفه وحالاته، ان يهدد بالانتحار او حرق اولاده، او يحمل يافطة يقول فيها ان ابنه معروض للبيع.

اذا كان هناك من يستحق البيع فعلا، فهو ضميرنا الذي اوحى لنا بأن كل شيء مباح، من اجل الوصول الى العدالة او المساواة، او من اجل العيش برغد.

الاردني ليس للبيع، مهما كانت احواله، والتعبير عن احوالنا، لا يكون بهكذا وسائل مخزية، تدين صاحبها، قبل ان تؤشر على عدالة قضيته. ( الدستور )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات