الهيبة المفقودة!

تم نشره الأحد 12 حزيران / يونيو 2011 12:07 صباحاً
الهيبة المفقودة!
ماهر أبو طير

الهيبة على السياسي في الاردن، لا تقاس بنوع بذلته، ولا بمشيه مرحاً، في الارض، ولا بخوف الناس منه، ولا بتقافز الانصار والمريدين والمؤلفة قلوبهم وعابري الطريق، من حوله وحواليه.

اذ تعود بذاكرتك الى سياسيين رحلوا مثل وصفي التل وهزاع المجالي، وسياسيين آخرين ما زالوا على قيد الحياة، تجد ان هيبتهم في كل مكان، ما زالت قائمة، لانهم حافظوا على سمعتهم اولا، بكل الوسائل، ورفضوا ان يتم تصغيرهم، سياسياً واجتما?ياً، تحت اي وطأة.

الهيبة في نظر الناس تتشكل من نظافة اليد، والحفاظ على السمعة، وحساب كل حركة وسكنة، وكل اتصال، وكل موقف، الهيبة تتشكل من الشخصية السياسية، والعلاقات مع الناس بشكل يتواءم مع تأسيس هذه الهيبة، وتثبيتها.

معظم السياسيين اليوم، لا هيبة لهم، ولا عليهم، لانهم انغمسوا في صراعات كثيرة، وفي علاقات صغيرة وآثمة، وندر ان تجد سياسياً اليوم، يحافظ على اي هيبة له شخصية او من منطلق موقعه، فتجد السياسي يتصرف باعتباره مجرد لاعب صغير، في ملعب اصغر.

كل شيء يصغر يوماً بعد اخر، والمعايير تغيرت في البلد، وانموذج السياسي، الذي يحافظ على سمعته ووجوده في موقعه او بعد خروجه يكاد ينتهي، ولا يسلم اليوم من لغو الكلام من السياسيين الا من احترم نفسه، وجلس في بيته، وهم قلة للاسف.

تغير نمط السياسيين في الاردن، من «الانتقائية» الى «الانفتاح» على الجميع، وهذا النمط يدفع هؤلاء كلفته اولا قبل غيرهم، والسياسيون المحترمون الذين يعرفون متى يظهرون ومتى يتكلمون ومتى يصمتون قلة.

الطبقة الاخرى الجديدة، تعكس مدى ضعف الوضع العام، وتؤشر على ان المقبل هو مزيد من الضعف، لان هذه الشاكلة تستعين بمن هو اقل خبرة، وبمن هو اكثر ضعفاً، فتتدحرج المعايير، نحو طبقة جديدة غارقة في العجائب.

مع هذا تساقط كل المعايير الاخرى، بحيث يتم تكسير اي شخص يحاول ان يحدد اتجاهاته السياسية، ويبني لنفسه كياناً، فيتم تحطيمه من كل القوى الاخرى، فلا يجد حلا في نهاية المطاف الا الاصطفاف في طابور قليلي الهيبة، لشراء راحة رأسه.

الهيبة التي نقصدها لا تعني اخافة الناس، ولا بروز البطن، ولا لبس النظارة الطبية، وتساقط الشعر لا يعني انه دليل على الصلع وشدة الذكاء، والهيبة المقصودة هي ان يكون المرء سياسياً بحق، ويعرف ما الذي يعنيه تعبير السياسي، وتوصيفاته الاجتماعية، وتوظيفاته السياسية.

كل ما نراه اليوم هو «قلة هيبة» باختصار!!. ( الدستور )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات