صفقة القرن بين امريكا والاسلام 2-2

تعتمد هذه المقاربة على نظرية البريطاني ماكندر والامريكي سبيكمان حول قلب العالم (اورو أسيا) والصراع الذي يدور حوله وعليه بين امبراطوريتين دائما بحرية (بريطانيا ثم امريكا) وبرية (روسيا بطرس الاكبر وروسيا الحمراء).
وبعد سقوط او انهيار موسكو الشيوعية يمكن القول ان الصين هي التي ورثتها.. وكما لجأ الغرب, الاوروبيون والامريكان الى التقاطع مع الاسلام السياسي في طبعته العسكرية لتطويق الامبراطورية الروسية البرية عبر الحرب في افغانستان, لنا ان نجتهد ونقول ان ثمة دوائر امريكية واوروبية تبحث عن طبعة اسلامية جديدة (ليبرالية لا مسلحة) لتطويق القوة البرية الجديدة الصاعدة (الصين) بحزام اخضر ايضا.
ويلاحظ هنا ان الخطاب الامريكي ازاء هذه المسألة تحول من نظرية صراع الحضارات وخطوط التصدع الاسيوية التي ترافقت مع مرحلة المحافظين الجدد وكان عنوانها المفكر هنتنغتون الى تصورات جديدة في عهد اوباما عنوانها كتابات بريجنسكي (رقعة شطرنج وخطة لعب.. الخ) التي تتحدث او تبحث عن اسلام ليبرالي سرعان ما ظهر في تركيا ويراد له ان ينتشر في اكثر من مكان.
في ضوء ما سبق هل علينا ان نتوقع وننتظر صفقة قرن كبرى بين الامريكان وهذا الشكل من الاسلام السياسي, وهل ظهرت بوادر هذه الصفقة في محاولات اطرافها الدخول على خط الثورات العربية وتوظيفها ضمن توافقات ثلاثية بدأت في تركيا, إسلام ليبرالي, ليبراليون علمانيون, وعسكر يراقبون المشهد كضامنين لهذه التجربة.
اللافت للانتباه هنا ما يقال ايضا عن حلول للعائق الاساسي أمام هذه الصفقة, وهو موقف العدو الصهيوني واليهودية العالمية منها, حيث ترفض الحركة الاسلامية الاعتراف بهذا العدو.. ومن هذه الحلول, ما نسمعه منذ سنوات عن هدنة طويلة بديلا للاعتراف وعن دروس صلح الرملة وصلح الحديبية.0 ( العرب اليوم )