ظل المحارب

(ظل المحارب) عنوان أغرى العديد من المخرجين في السينما والتلفزيون لإنتاج أعمال فنية تدور حول انتحال شخصية بطل ميت لاستمرار مهمة او معركة.
ويبدو ان هذا العنوان صار مفضلاً عند الادارات الامريكية المتعاقبة لإدارة العالم أيضا على طريقة هوليود وعوالمها المليئة بالالغاز والمصادفات والمفاجآت.
ومن ذلك المسرحية الامريكية في الاعلان عن مقتل او وفاة الشيخ اسامة بن لادن, وكذلك تسريب شريط على الشبكة الالكترونية يظهر الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين حيا وعلى اعتبار ان (الدوبلير) الشبيه, ميخائيل, هو الذي أعدم.
ورغم كل ما يقال عن المعجزات العلمية والاستخباراتية الامريكية الا ان مسرحية ابن لادن وشريط صدام بائسة وبدائية ومثيرة للضحك. فالأرجح ان الشيخ انتقل الى رحمة الله منذ اشهر وربما سنوات وليس الحديث الامريكي عن رمي جثته في بحر العرب سوى تأكيد على ذلك, وإذا كان من (انجاز امريكي هنا) فهو ان المخابرات الباكستانية قد اعلمتهم بوفاة الشيخ في حينها تاركة للامريكان اختيار التوقيت الملائم لتبني موته.
وهو التوقيت الذي يخدم الامريكان في اكثر من موضوع: داخلي يتعلق بالتنافس مع الجمهوريين وصرف الانتباه عن الازمة الاقتصادية وعن الازمة العسكرية في افغانستان.
وخارجي يتعلق بالتحضر للاعلان عن صفقة القرن مع اسلام عربي على الطريقة التركية, مما يفسر التقاطع في الشارع العربي بين هذا الاسلام وعرب امريكا من العسكر والليبراليين.
هذا عن (البطولة الامريكية) وتوقيتها ضد رجل ميت اصلا, اما عن شريط الشهيد صدام حسين وتوقيته فهو شديد الصلة بإقتراب الانسحاب الامريكي من العراق وبالأحرى اعادة الانتشار الامريكي في العراق وحوله, وتخويف الوسط (الشيعي) والسيطرة عليه باتفاقات عسكرية وأمنية جديدة.