سلاجقة وبويهيون ويهود

صار المشهد واضحا كل الوضوح لكل من له عين ترى واذن تسمع وضمير حي ووجدان عربي يضطرب لما يرى ويسمع, فلا عذر لاحد بعد اليوم في اوهامه وثاراته وحساباته.
سايكس- بيكو جديدة تكمل المشارط القديمة وتمزق الشرق العربي شر تمزيق وفق سيناريو اقليمي- دولي تتكامل فيه خيوط المؤامرة بين من يدفع (صناديق النفط) وبين الماكينة الاعلامية (صحف وفضائيات) وبين العواصم والقوى السياسية.
فأما السلاجقة الاتراك فعينهم على سورية امتدادا لما اغتصبوه في الاسكندرون, ومجالات حيويا للطورانية الجديدة ومرج دابق الجديدة بين حلب وادلب.
واما ايران فالصراع الداخلي فيها, كشف النقاب عن تيارين, تيار يحركه الصراع مع الامريكان على مستوى المنطقة, وتيار من الملالي والبازار يحركه التواطؤ مع الامريكان من اجل امبراطورية غاشمة وثارات مريضة تحول العراق الى مجال حيوي لها وتعيد صياغته كمحمية ايرانية.
واما اليهود, فبعد اغتصابهم فلسطينين والحاقهم بقيتها (الضفة الغربية) عبر اوسلو- فعينهم على الاردن.
واما مداخل وادوات هذا السيناريو فواضحة ايضا:-
1- التذرع بالاستبداد المحلي في حالة سورية والعراق لاحتلالهما بغطاء دولي يبدأ بالمجلس العالمي لحقوق الانسان وينتهي بمجلس الامن الدولي.
2- وبدلا من الاحتلال المباشر المكشوف المكلف لا بأس من حكومات محلية تدار في بغداد من جماعات الثورة الملونة في طهران بتواطؤ امريكي, وتدار في دمشق او حلب من اسطنبول.
3- وفي الحالتين ايضا تكون ضمانة الاحتلال تمزيق البلدين على اساس مذهبي عبر كونفدرالية طائفية.
كما يلاحظ كذلك كيف تم استخدام الاسلوب القديم للدول الاستعمارية القديمة وهو الوصاية المذهبية (فرنسا باسم الموارنة والانجليز باسم الدروز) فتركيا تقدم نفسها كراعية لاهل السنة ضد الطائفية العلوية, وطهران البازار تقدم نفسها كراعية للشيعة ضد اهل السنة, وهكذا..
4- اما العنوان العام لهذا السيناريو فهو كونفدرالية الكانتونات الطائفية والملل والنحل في سورية والعراق وكونفدرالية الاراضي المقدسة والبنيلوكس الثلاثي (مركز اسرائيلي ومحيط اردني- فلسطيني).
5- والحق ان كل ذلك مر ويمر حيث قال زعيم الهون ذات مرة وهو يجتاح العالم: حيث يمر حصاني لا ينبت عشب في ارض ولا شنب في وجه رجل.
6- اما الغطاء الدولي لكل ذلك فجاهز للاتراك واليهود وقيد العمل بالنسبة لطهران التي تطبخ ثورتها الليبرالية المضادة بقيادة كروبي وخاتمي ورفسنجاني وامثالهم.
7- ومن قبل وبعد.. فالثورات العربية مطلوبة من اجل خيار عربي ديمقراطي مقاوم ضد الاستبداد الداخلي والتدخل الاقليمي والغزاة الامبرياليين الاجانب, لا ثورات ملونة او مضادة تنتظر سليم الاول في مرج دابق او كورش في حوض الفرات او طائرات الاطلسي ورائحة النفط واليهودية العالمية.
وفي كل ذلك لا عذر للاستبداد الداخلي ولا للذين ينتظرون الدبابات التركية والامريكية ولا عذر للخائفين ولا للمغفلين, فكلهم يوم تقع الواقعة, شركاء في الجريمة سواء بسواء.0
( العرب اليوم )