اقولها صراحة.. البخيت لم يتغير

قضى رئيس الوزراء د.معروف البخيت معظم وقته في حكومته الاولى (2005-2007) وهو يوجه الاتهامات لخصومه على انهم كانوا وراء الحملات الاعلامية ضد وزارته, وبصراحة كان يدعي ان وراء تلك الحملات كلا من رئيس الديوان الملكي ومدير المخابرات انذاك. وكانت "العرب اليوم" كما هي العادة محل اتهام منه بانها كانت تعمل وفق اجندات أولئك المسؤولين لانها قادت الرأي العام ووجهته في قضايا خلافية خطيرة للغاية.
البخيت الذي تفاءلت به الاوساط عقب تشكيله للحكومة بعد وزارة بدران فاجأ الرأي العام بعد ثلاثة شهور فقط من توليه لمنصبه بعدم دفاعه عن ولاية الحكومة في ادارة الشأن العام, وفتح المجال للتغول عليه من جهات مختلفة, وهو ما تسبب في حدوث اخطر قضايا شهدتها البلاد منذ التأسيس على الاطلاق واستسلام البخيت للقوى المختلفة في التدخل بادارة الدولة بدلا من الحكومة في فترة وزارته الاولى تمثل في تزوير الانتخابات البلدية والنيابية وحالات التسمم والتلوث التي شهدتها تلك الفترة, واتهم جهات رسمية بانها دبرت تلك العملية لتأليب الرأي العام عليه, اما في موضوع الانتخابات فهو دائما يردد بان ليست له علاقة في الموضوع وان هناك من كان يدير المسألة برمتها, وهذا الجواب دائما ما يكون على لسان البخيت الذي لا يتوانى عن قول " لا اعلم " كما هي الحال في اتفاقية الكازينو الشهيرة, على اعتبار ان وزراءه ابرموها دون علمه, وقد يكون هذا صحيحا, لكن رئيس الوزراء يتحمل ادبيا كل ما تقوم به حكومته ولا يصح التنصل من مسؤولياته خاصة اذا كانت القضايا بالغة الخطورة.
كلمة لا اعلم لم تختف من قاموس البخيت, ففضيحة شاهين ومنذ اليوم الاول قال لا اعلم عنها شيئا, وقالها صراحة انه لولا "العرب اليوم" كشفت المستور في هذه القضية لما اثير الموضوع نهائيا وبقي طي الكتمان, وبعد كل ما جرى يخرج البخيت في مؤتمره الصحافي ويعلن عدم وجود اي شبهة فساد ويحمل الاطباء مسؤولية سفره, ولا ادري لغاية الان ما هي الضمانات التي اعلن البخيت عنها والتي تضمن عودة السجين للاردن, ولا اعلم الا يثير وجوده في لندن كل هذه الفترة وعدم ذهابه للمشفى كما كان مخصصا له في التقارير الطبية تساؤلات خطيرة عن مصداقية الحكومة في محاربة الفساد?.
قصة قوانين الدورة الاستثنائية التي تساقطت على الحكومة دون اقرار بعضها او عرضها حتى على مجلس الوزراء او رفضها كما حصل للبعض من تلك التشريعات الا يثير تساؤلات من ان هناك ايادي خفية ما زالت تتلاعب بالحكومة وان الرئيس ظل كما كان في حكومته الاولى على نفس النهج الاستسلامي لا يقاوم من يعتدي على ولايته الدستورية.عندما تم تكليف البخيت بالحكومة الثانية التقيت مساء ذلك اليوم بشخصية عامة لها احترامها الكبير في المجتمع, وعندما سألته عن مغزى عودة البخيت للوزارة بعد كل فضائح الحكومة الاولى قال لي ان دولة ابو سليمان تغير عما كان عليه في السابق, وتعجبت من ذلك على اعتبار ان قناعتي تدلل بوضوح انه لم يتغير لانه لم يذهب الى مكان جديد للعمل سوى انه انتقل من بيته الصغير في طبربور الى قصره الجديد, فهذا كل ما تغير على الشخص, المفاجأة انني التقيت بتلك الشخصية قبل اسابيع وسألته هل تعتقد ان البخيت تغير كما تحدثت لي سابقا, قال: " للاسف لم يتغير, فالبخيت هو البخيت ", واقولها صراحة رغم اختفاء الشخصيات التي كانت تشاغب عليه, الا ان البخيت بقي مسكونا بهاجس المؤامرات ولم يتغير ابدا. للاسف البخيت في حكومته الثانية خسر القطاعين الخاص والعام معا في نهاية المطاف. ( العرب اليوم )