الغرب الصليبي تحبونه وتشتمونه!

كل يومين يخرج القذافي ليشتم الغرب،لان «الناتو» يقصف قواته،فيقول ان معركتنا مع «الغرب الصليبي» مستمرة،ومتواصلة حتى يوم القيامة.
كلامي ليس دفاعاً عن احد،بل مجرد اشارة الى الانفصام الذي يعاني منه الحاكم العربي،والقذافي اودع عشرات المليارات من ارصدته في مصارف «الغرب الصليبي»،قبيل هذا الوضع،وهو الذي ارسل الاف الليبيين للدراسة في جامعات «الغرب الصليبي» في بريطانيا وامريكا،وهو الذي اشترى بمليارات الدولارات اسلحة من ذات «الغرب الصليبي».
القذافي هو الذي قتل المئات من الابرياء المسافرين على طائرات «الغرب الصليبي» وهو الذي عقد صفقات سرية مع «الغرب الصليبي» للخلاص من العقوبات الدولية،ودفع المليارات تعويضاً لقتلاه من «الغرب الصليبي».
لم يترك حذاء في «الغرب الصليبي»الا وقبله من اجل الخلاص من العقوبات الدولية،آنذاك،ولم يترك رأساً الا وانحنى امامها حتى يبقى على كرسيه.
«الغرب الصليبي» هو ذاته الذي يشتري النفط من القذافي،وهو ذاته الذي يوّرد الادوية والمعدات والطائرات والسيارات،والاجهزة،والملابس الداخلية للقذافي وغيره،من زعماء وشعوب،تشتم الغرب في النهار،وتتمنى لو تحصل على تأشيرة دخول الى «الغرب الصليبي» فإن لم يكن،كان التسلل بحراً،او براً في حالات اخرى.
ليس افتتاناً بالغرب،غير انها قصة استدعاء الدين وقتما يريد هذا الحاكم او ذاك،لتبرير افعاله وحكمه،ومصطلح «الغرب الصليبي» له ظلال دينية،يراد منه استفزاز المسلم في دينه،وتجييشه ضد الغرب،بأعتباره متآمرا،وقد يكون متآمراً،غير ان استدعاء الدين ممن يحارب الدين اساساً امر مثير للغاية.
ذات القذافي شن معركة نيابة عن «الغرب الصليبي» وفقاً لتعبيره،ضد كل الجماعات الاسلامية والقاعدة والمتدينين في بلاده،ارضاء لمن يصفهم اليوم بالغرب الصليبي،فأسألوه كم رأسا قطع وكم لحية حلق،من اجل «الغرب الصليبي»،في زمن الغرام والوئام.
الغرب عادى القذافي سابقاً،ثم حالفه،وتبادل منافع تصل الى مليارات الدولارات،من مبالغ دفعت سراً لهذا الغرب,وبيع النفط بأسعار قليلة جداً،ثم انقلبوا على بعضهم،وفتح الغرب خطاً على ثوار ليبيا،وباتت القصة،التنافس على حظوة الغرب.
ثم من ارسل عشرات الوسطاء خلال الشهور الفائتة الى «الغرب الصليبي» وعرض كل الخدمات والثروات،من اجل ان ينقلب «الغرب الصليبي» مجدداً لصالح القذافي،فلما فشلت الوساطات عاد الى حربه المقدسة!.
ليشتم القذافي الغرب كما يشاء،غير ان استدعاء الدين،تحت مصطلح الغرب الصليبي،هو امر مثير للسخرية حقاً،لاننا لسنا امام امير المؤمنين،في آخر الزمان،وكل القصة،انتهازية في انتهازية.
تشتمون الغرب علناً،وتخدمونه سراًُ،ثم تبيعون الاكاذيب علينا،وكأننا امة من الدراويش لاتعرف غير هز الرأس. ( الدستور )