فلسفة تثبيت الأسعار

تم نشره الإثنين 27 حزيران / يونيو 2011 12:25 صباحاً
فلسفة تثبيت الأسعار
د. فهد الفانك

إذا رفعت الحكومة الأسعار المحلية للمحروقات على ضوء ارتفاعها في السوق العالمية فالشعب هو الذي سيدفع فرق الأسعار. هذه حقيقة مفهومة يعرفها كل الناس ولذلك تتردد الحكومة في اتخاذها لأنها ستعتبر شعبياً تكليفاً للناس بالرغم من أوضاعهم الصعبة وخاصة في الظروف الراهنة.

وإذا لم ترفع الحكومة سعر المحروقات، واستمر بيعها في السوق المحلية بأقل من الكلفة، فالشعب هو الذي سيدفع فرق الأسعار، ولكن بطريقة أخرى غير منظورة. هذه حقيقة غير مفهومة، لا تعرفها الأكثرية ولذلك تلجأ الحكومة إليها، لأن تثبيت الأسعار محلياً بالرغم من ارتفاعها عالمياً سيعتبر إجراءً شعبياً ودعماً للناس مراعاة لأوضاعهم الصعبة.

في الحالتين يتحمل البلد ككل عبء ارتفاع كلفة البترول المستورد، ولكن هناك فرقاً واحداً بين الحالتين هو أن فروقات الأسعار التي لا بد من دفعها يتحملها في حالة رفع الأسعار مستهلكو المحروقات كل بقدر استهلاكه، ولذلك يحاولون تخفيض استهلاكهم مما يخفّض فاتورة استيراد النفط، وفي هذه الحالة يتحمل الأغنياء وكبار المستهلكين ثلاثة أرباع العبء، وهم قادرون على ذلك. وهناك وسائل لحماية الفقراء الذين يستهلكون الحد الأدنى.

أما في حالة عدم رفع الأسعار، فإن كل الناس سيتحملون العبء ولكن بشكل غير مرئي، مثل مزيد من الضرائب المباشرة وغير المباشرة، أو التضخم وانخفاض القوة الشرائية للدينار، أو تضخم المديونية وهي عبء على دافع الضرائب قابل للترحيل إلى أمام.

عندما يرتفع سعر البترول في السوق العالمية فإن الأردن مضطر لدفع فرق الأسعار، المشكلة في توزيع أعباء هذا الفرق، وهل يكون مباشراً وعادلاً ويتناسب مع حجم الاستهلاك أم عاماً بصرف النظر عن الاستهلاك أي عن طريق الخزينة التي هي جيوب المواطنين -جميع المواطنين.

في بلاد العالم لا تكتفي الحكومة بتحميل مستهلك البترول كلفة فروقات الأسعار على أساس يومي، بل يضيفون إلهيا ضريبة الكربون كحافز إضافي لتخفيض استهلاك الطاقة المستوردة.

الأسعار المحلية للمحروقات وغير المحروقات، إذا كانت مستوردة، يجب أن تعكس الأسعار العالمية، وإذا كانت البلدان المصدرة للنفط تستطيع تثبيت السعر المحلي لمواطنيها، فإن الأردن غير قادر على ذلك، فالتثبيت سوء إدارة ونوع من الظلم.  ( الراي )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات