الحلبات

تم نشره السبت 23rd تمّوز / يوليو 2011 01:22 صباحاً
الحلبات
موفق محادين

ثمة ظاهرة رياضية, اكاد اجزم انها لا تقبل النقاش, وتتمثل بهذا التوافق العجيب بين ازدهار الالعاب الخشنة و"ازدهار" الفاشية.

كان اباطرة و"نبلاء" و"سادة" روما واثينا والمدن الاغريقية, يمضون اوقات الفراغ بمشاهدة لعبة الموت بين الوحوش والعبيد والاسرى.

ومنذ ذلك الوقت, والحلبات تتسع وتمتد الى الشوارع والساحات العامة واقبية التعذيب وميادين الحرب, بين تجار وامبراطوريات البحر واليابسة.

في العصر الحديث, دخلت السيكولوجيا على خط هذه التسلية الدموية, واصبحت تزجية الوقت بهذه الطريقة, شأناً استراتيجياً وسراً من اسرار الدولة الفاشية.

مع هتلر وموسوليني ومافيا صقلية وسالا زار البرتغال وعسكر البرازيل والارجنتين وبقية دكتاتوريات العالم الثالث ازدهرت كرة القدم.

ومع فرانكو ازدهرت مصارعة الثيران, ومع الفاشية المكارثية ازدهرت الملاكمة والركبي.

ذات مرة, سأل فرنكو عن امكانية اصابة الثور في اكثر المناطق تورداً, فالدم الذي يسيل من الخاصرة ليس كافياً.

وذات مرة, اخرى, سأل دكتاتور في امريكا اللاتينية, عن امكانية وتوسيع مرمى كرة القدم نصف متر آخر.

وثمة من اقترح الغاء واقي الرأس في حلبات الملاكمة, واستبدال الخشب بالاسمنت المسلح في حلبات المصارعة.

لم تكن ملاحظاتهم سخيفة او مثيرة للسخرية والضحك, كما تظنون لقد كانت تعبيراً عن فلسفة الحكم في عصر البربرية الرأسمالية, وفي اشد لحظاتها انحطاطاً.

فالقهر السياسي- الطبقي, كما يقول فرويد, ينتج دينامية هائلة وشحنات رد فعل واحتقان, يدفع الناس الى الشوارع وبوابات "القرار العالي".

فلماذا لا يجري تنفيس هذا الاحتقان, في الحلبات والشباك بدل الشوارع.

الاسوأ من كل هذا, ان الالعاب الخشنة وخاصة كرة القدم ونجومها, اصبحت ايضاً معادلاً سيكولوجيا تعويضاً عند الشعوب المقهورة الضعيفة التي حولت الجوع او القهر الوطني, الى كرة قدم مهاجم او رمح في كف مصارع ثيران, او قبضة داخل قفازات ملاكم.

هكذا الرياضة, مثل اكتشاف الانشطار الذري, من اروع انجازات البشرية ومؤشرات التقدم الحضاري المفتوحة على الموت كما على الحياة ... هكذا اينشتاين .. وبيليه ورونالدو .. وكاسيوس كلاي.(العرب اليوم)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات