عن القيمة ( النفسية ) للدينار

منذ يومين حذر محافظ البنك المركزي من سوء استخدام القطع النقدية, وقال موضحاً أن لقطع النقد استخدامات محددة لا يجوز تجاوزها, ولكن المحافظ لم يورد لنا أمثلة لا على سوء الاستخدام ولا على الأطراف أو الأشخاص الذين يسيئون الاستخدام.
حتى يكون هناك سوء استخدام للنقود ينبغي أن تتوفر هذه النقود بكميات كبيرة تكفي للاستخدام العادي المشروع, ثم يجري استخدام الفائض بطريقة غير سليمة. هذا يعني أنه كان على المحافظ أن يوجه تحذيره إلى الفئات المعنية فقط أي تلك التي تملك فائضاً من النقود يتيح لها إمكانية إساءة الاستخدام.
بالفعل هناك من "يلعب بالمصاري لعب", وبالمقابل يصر على أنها "وسخ أيدي" ولكنه في الحالة الأخيرة لا يغسل يديه مطلقاً, وهو لو غسلها فإن بعض الأوساخ قد تصل إلى أيدي غير متسخة تستخدم النقود استخدامات عادية مشروعة.
في الأوساط الشعبية يجري التعامل مع المال باعتباره رزقاً ومكافأة على التعب والجهد, ولهذا فإن متلقي المال هنا بمجرد أن يقبض قطعة النقد قد يُقبّلها "وجه وقفا" ويضعها على جبينه ويحمد ربه عليها قبل أن يدسها في جيبه.
لقد أطلق الناس على قطع النقد أسماء فيها قدر من التبجيل, فسموا قطعة الخمسة دنانير "حمرا", وقطعة العشرة دنانير "مِلْحَفِة" نظراً للونها الأزرق, كما سموا العشرين "خضرا", وحالياً تسمى قطعة الخمسين "أم الخمسين".
كما ترون, كان يتعين على محافظ البنك المركزي أن يكون واضحاً في تحذيره.(العرب اليوم)