وقفة مع «أكثر المعايير ازدواجاً وتهافتاً»

تم نشره السبت 23rd تمّوز / يوليو 2011 01:35 صباحاً
وقفة مع «أكثر المعايير ازدواجاً وتهافتاً»
عريب الرنتاوي

أن ينبري «إصلاحيون أردنيون» للدفاع عن النظام السوري في مواجهة «انتفاضة» شعبه، لا يشبه شيئا سوى انبراء كتاب صحف عربية في لندن للدفاع عن المعارضة السورية، «المدنية الديمقراطية الليبرالية المتنورة»، في مواجهة نظام شمولي توتاليتاري قمعي...كلاهما يصدر عن «أكثر المعايير ازدواجاً ونفاقاً وتهافتاً»...كلاهما يحمل في تلافيف وتجاويف مقاربته، ثقوباً سوداء لا يمكن إخفاؤها عن مرمى العين المجردة.

أيا كان ما قيل أو يمكن أن يقال عن «التباسات» رافقت وصاحبت اندلاع «الثورة السورية»، فإن أحداً لديه ذرة حس من إصلاح أو ديمقراطية أو احترام لحقوق الإنسان، لا يمكن أن يصطف إلى جانب سلطة لا مشروع إصلاحياً لديها، ولا تتورع عن إطلاق النار، لا على «السلفيين المدججين بالسلاح والكراهية» فحسب، وعلى المتظاهرين السلميين كذلك...لا يمكن لأحد لديه ذرة التزام بحق الشعوب في تقرير مصيرها وحكم نفسها بنفسها، أن يتغاضى عن اعتقال كتاب وفنانين ومثقفين إلى جانب ألوف المواطنين، الذين لا يشكل القتلة والإرهابيون ورجال العصابات، أكثر من خمسة بالمائة منهم في أبعد تقدير.

لا يمكنك أن تكون إصلاحياً في الأردن، ومناهضا للإصلاح في سوريا...لا يمكنك أن تتخذ موقفا مشبعاً بالالتباس والمعايير المزدوجة حيال «قضية الإصلاح الواحدة» في سوريا ومصر وتونس واليمن وليبيا والبحرين والأردن والمغرب...أنت مع الإصلاح أم ضده، أنت في معسكره أم في المعسكر الآخر...هكذا هي الحال، وإلا عدنا لزمن الشعارات الساقطة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، يوم خسرنا حريتنا وكرامتنا من دون أن نربح أي معركة...يوم دخلت إلى قاموسنا السياسي لأول مرة مصطلحات النكبة والنكسة والهزيمة وحرب الساعات الستة، لا يمكن أن نقبل أن نكون كالمنبت مرة ثانية، لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى...لا مقاومة أنجز، أو شوطاً قطع على دروب الممانعة، ولا هو أباح الحريات واعاد الحقوق وأشاع العدل بين الناس وحكم بما يرضي الشعب، مصدر السلطات منذ «أثينا القديمة».

لا جديد فيما قلناه وذهبنا إليه حتى الآن...فقد قاله قبلنا وسيقوله من بعدنا، أناس كثر...بعضهم يصدر عن التزام صادق ومخلص لقضية الإخلاص، وعن نظرة متخففة من «ازدواجية المعايير»...وبعضهم الآخر، من النوع المتذاكي والمتحاذق، الذي وجد في «السقطة السورية» لبعض الإصلاحيين الأردنيين، سانحة للانقضاض على الإصلاح في الأردن، برنامجاً وقوى محركة...هؤلاء ليسوا منزعجين لأن بعض إصلاحيينا ممن قارفوا تلك السقطة، برّؤوا ساحة النظام السوري وانحازوا إليه...هؤلاء يريدون لإصلاحيينا أن يلوذوا بصمت القبور عن مطالب الإصلاح في الأردن، فإن تعذر ذلك، فلا أقل من «حرقهم» وإضعاف صدقيتهم «والتشكيك بنواياهم وارتباطاتهم»...أليس هؤلاء هم أنفسهم الذين ما انفكوا يتحدثون عن «أجندات خارجية» تقف وراء قوى الإصلاح والحراك والتغيير في البلاد ؟!.

معركة الإصلاح واحدة في كل العالم العربي...ولا يمكن للإصلاحيين أن يكونوا مُقنعين لأحد، أو يحافظوا على ذرة صدقية واحترام، إن هم قرروا تجزئة هذه المعركة لحسابات إيديولوجية ضيقة، أو لحسابات بنكية واسعة...ومع أن الحافز في كلتا الحالتين مختلف ومتفاوت، إلا ان النتيجة تظل مع ذلك، هي ذاتها...هل عرفتم لماذا يذكرني هذا النفر من إصلاحيي الأردن، المتعاطف مع نظام القبضة الأمنية في دمشق، بذاك النفر من المتباكين على الدولة المدنية والديمقراطية في سوريا؟!.(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات