الباص السريع .. اي ورطة!

منذ اشهر وانا اشاهد اعمال الحفريات في شارع الملكة رانيا (الجامعة سابقا) والتي انتهت بإقامة شارع على الجزيرة التي كانت مغطاة باشجار النخيل, والهدف هو اقامة مسرب لمشروع يسمى بالباص السريع لنقل 10 الاف راكب بالساعة.
المشروع في غاية الغرابة من حيث النظر اليه على ارض الواقع فهو يمتد من منطقة صويلح مرورا بالجامعة وانتهاء بطرق مغلقة لا ادري كيف سيقطعها مسرب ذلك الباص السريع في طرق مقام عليه انفاق وجسور وغير ذلك من المنشآت التي يصعب تغييرها? الامر الذي يثير غموض الية التوصيل لمحطات الباص السريع ويجعل المشروع اقرب للخيال. الامانة اجابت في موقعها الالكتروني عن بعض القضايا التي اثارت جدلا حول الباص السريع خاصة فيما يتعلق بمساره حيث اوضحت انه بالنسبة لنفق الصحافة سيبقى كما هو لحركة المركبات وسوف يتم بناء جسر علوي للباص السريع وسيتم انشاء محطة تحميل وتنزيل للركاب على التقاطع اعلى النفق.
اما بالنسبة الى دوار المدينة الرياضية: سيتم انشاء جسر علوي بجانب الجسر المقام حاليا ثم يتجه مسار الباص باتجاه شارع الشهيد وسيتم انشاء محطة ركاب مقابل البوابة رقم 4 للمدينة الرياضية والتي سيتم ربطها فيما بعد تتمة المسار الذي يمر من شارع الشهيد, في حين لن يمتد مسار الباص السريع الى دوار الداخلية بل سيكمل مساره على شارع الشهيد.
اما جسر مستشفى الجامعة فسيمتد مسار الباص السريع تحت جسر مستشفى الجامعة من دون الحاجة الى اي تعديلات على اعمدة الجسر لتوفر مسافة 48 مترا تحت الجسر وهي كافية لاستيعاب عدد المسارب كاملة.
شيء عجيب لاقامة باص سننشئ له الجسور والمحطات والانفاق لا ادري من اجل ماذا كل هذا? اني اتعجب من فكرة المشروع اساسا من الذي روجها وبدأ بتطبيقها, لمصلحة من يتم طرح مثل هذه الافكار التي ستكلف خزينة الامانة قرضا من الوكالة الفرنسية بقيمة 116 مليون يورو, هل ينقصها الامانة اعباء جديدة بعد ان تراكمت مديونيتها التي تجاوزت ل¯ 420 مليون دينار بعد سلسلة استملاكات فاشلة ارهقت كاهل خزينتها الخاوية الان,
هذا المشروع في اعتقادي احد ابرز الامثلة الحية التي تدلل على وجود انفاق رسمي لا طعم ولون ولا رائحة له, ولا يهدف الا لاضاعة موارد الدولة وتسخيرها نحو اجندات خاصة, فهل يعقل ان نقوم بمثل هذا المشروع السخيف في كل جوانبه في الوقت الذي يدور الجدل في المجتمع حول استمرارية دعم اسطوانة الغاز ورغيف الخبز?
مشروع الباص السريع يعاني للاسف من تأخير كبير ومن تعقيدات اكبر في التنفيذ, ولا بد من الحكومة صاحبة الولاية العامة ايقاف هذه المهزلة التي اكلت الاخضر واليابس, ولا يجوز ان يمر المشروع هكذا من دون حساب او تقييم لمعرفة من اي كوكب اتوا بتلك الفكرة الشيطانية.(العرب اليوم)