نساء قرطبة

من الصفحات التي تستدعي الانتباه في كتاب قرطبة ما كتبته الدكتورة بنت الشاطئ حول ولادة بنت المستكفي وما كتبته سنيه قراعه حول صبيحة ملكة قرطبة, وكذلك ما كتبته سلمى الكزبري عن نساء اخريات..
واذا كانت ولادة معروفة للجميع خاصة علاقتها وشعرها مع ابن زيدون وابي عامر بن عبدوس, فان السيدة صبيحة مجهولة للكثيرين رغم انها اكثر اهمية من الناحية التاريخية من سيرة ولادة.
كانت صبيحة جارية رشيقة شغوفة بالقراءة عندما تعرف عليها الحكم بن عبدالرحمن الناصر ولي قرطبة وامير المؤمنين فيها وتزوجها وانجب منها ابنه الاول هشام كما شاركها في ادارة الحكم بما في ذلك الامور الحربية..
وقد استعانت لتعميق تجربتها في الحكم الى جانب زوجها (الحكم) بكاتب سر مقرب وموثوق جدا هو الشاب محمد بن عبدالله وكان واسع الافق وجيد الانشاء مما لفت انتباه الطامعين والكارهين, لكن صبيحة امعانا منها في الرد على هؤلاء الحاسدين اوكلت اليه الاشراف على خزائنها وعقاراتها وسط احتجاجات خصومه على كثرة نفقاته وعطاياه من المال العام.
وكان قدر صبيحة ان تشرف على الادارة كلها في قرطبة بعد وفاة زوجها حيث لم يكن ابنها قد بلغ سن الرشد بعد فزاد اعتمادها على محمد بن عبدالله الذي كان قد امسك بمفاتيح الادارة من خلال العطايا والرشاوى والاتفاقات السرية مع امراء الاسبان.. ولم يمض وقت حتى اصبح رجل صبيحة الموثوق جدا الحاكم الاول والحقيقي من دون ان يجرؤ على تنصيب نفسه اميرا للمؤمنين.
ومن النساء الاخريات عائشة واشراق وفضل وقمر ويتراوحن بين الحرائر والاسبانيات والعربية والجاريات, حيث تمكنت العديد منهن من بسط نفوذهن ومشاركة ازواجهن في الحكم وادارة الخزائن والدواوين وخلافه من العقارات والارباض, بالاضافة لاهتمامهن بالنساء الفقيرات في اكناف قرطبة.(العرب اليوم)