الحكومة تتناسى (شاهين)

لو ان موظفا صغيرا اخطأ في قرار لقامت الدنيا على رأسه, وتشكلت لجان التحقيق وعقد مجلس الوزراء اكثر من مرة لبحث القضية الكبرى وتسابق الوزراء للظهور امام عدسات الكاميرات للادلاء بتصريحات حول آخر ما سيتم اتخاذه من تدابير.
أما بالنسبة لقضية تهريب السجين شاهين بعد ادانته في قضية المصفاة فالامر لا يعدو كونه خطأ في الاجراءات لا يحتاج الى مواصلة الكلام عنه او التركيز عليه لانه غير خطير وهو حسب وجهة نظر الحكومة امر عادي ممكن ان يحدث في كل الدول والازمنة.
الرئيس وعد بكشف التحقيق الخاص بخروج السجين للخارج, وقال في آخر لقاء صحفي له ان التحقيقات الاولية تدلل على وجود بعض الاخطاء في الاجراءات المتبعة وسيتم الاعلان عن تفاصيل ما خرجت به هيئة مكافحة الفساد في القريب فور استكمال التحقيق, ولغاية الآن لم يتم الاعلان عن شيء في هذا الخصوص.
مبدئيا تصريحات الرئيس السابقة محل استغراب وتعجب لانه على ما يبدو اطلع على النتائج الاولية للتحقيق علما ان حكومته طرف اساسي في القضية ويجب ان لا يطلع على شيء من هذا القبيل وإلا فهم على اعتبار انه تدخل مسبق او توجيه متعمد من الحكومة في اعمال هيئة مكافحة الفساد.
ورغم كل ذلك فالسؤال الذي يطرح هو: لماذا لا يتم الاعلان عن نتائج التحقيق المتعلقة اساسا ليس بصحة السجين وانما في كيفية اتخاذ قرار تسفيره للخارج من قبل الحكومة, هل الهدف من وراء ذلك الهدوء تناسي القضية التي شغلت الرأي العام وستظل في اعتقادي وصمة عار على الحكومة?! .
اذا كان الامر بسيطا في قضية شاهين ولا يحتاج الى ضجة , فلماذا اساسا تم اقالة وزيري الصحة والعدل, وهل ترى الحكومة في خروج نائب الرئيس وزير الداخلية السابق سعد هايل السرور مخرجا للازمة, بمعنى ان الجهات الرسمية اكتفت بخروج المشتبه بهم في قضية شاهين من الوزراء لطي الملف وتناست ان هناك صفا ثانيا من المشتبه بهم مثل بعض اعضاء لجنة المعالجات في الخارج اضافة الى اطباء القطاع الخاص الذين كتبوا تقرير حالة السجين.
الرأي العام لن يهدأ حتى يعرف من هرّب شاهين للخارج ولن ينسى هذه القضية حتى ولو تناست الحكومة ذلك, في الوقت الذي خصص السجين شاهين جل وقته في الخارج لقيادة حملة علاقات عامة مع وسائل اعلام محلية لبث اخبار يريد ان ينشرها في المجتمع. والله من وراء القصد.(العرب اليوم)