أوكرانيا تحذر من غزو بيلاروس لها اليوم

المدينة نيوز :- قال مركز الاتصالات الاستراتيجية التابع للدولة في أوكرانيا إنه لا يمكنه استبعاد أن تبدأ بيلاروس دخولا عسكريا في أوكرانيا، الجمعة، بعد اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو.
وقال المركز، الذي أقيم في إطار سياسة وزارة الثقافة والإعلام الأوكرانية، في بيان "وفقا لمعلومات أولية من الممكن جرّ قوات بيلاروس إلى غزو (لأوكرانيا) اليوم 11 آذار/مارس في الساعة 21:00 (19:00) بتوقيت غرينتش".
"أكسيوس": بينت عرض على زيلنسكي قبول مطالب الروس و"الاستسلام"
نقل مراسل موقعي "أكسيوس" الأميركي و"واللا" الإسرائيلي باراك رافيد عن مسؤول أوكراني أن رئيس وزراء دولة الاحتلال نفتالي بينت، الذي قاد وساطة بين كييف وموسكو، حاول إقناع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، بقبول مطالب الروس لإنهاء الحرب، وهو ما يعني، وفق المسؤول ذاته، الاستسلام.
وكان بينت أول مسؤول أجنبي يقابل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيًّا منذ أعلن قراره شنّ الحرب على أوكرانيا، كما تواصَل هاتفيًّا مع زيلينسكي، وعاد من جولته التي شملت أيضًا لقاء مسؤولين أوروبيين ليشير إلى تعسّر جسر الهوة بين الطرفين، وأن إسرائيل ستواصل ما وصفه "التزامها الأخلاقي" لإنهاء الحرب.
وهاتف بينت، وفق "أكسيوس"، زيلينسكي، الثلاثاء، بعد يومين من لقائه بوتين، ونصحه بقبول عرض الروس، وهو ما لم يعجب الرئيس الأوكراني ومستشاريه: "بينت يطلب منا بوضوح الاستسلام، وليست لدينا نية لفعل ذلك"، يقول المسؤول الأوكراني الذي تحدّث تحت شرط السريّة.
وبحسب المصدر ذاته، وفق النسخة التي أوردها موقع "واللا"، فإن بينت نقل عرضًا يتضمن سلسلة طويلة وقاسية من التنازلات التي تمسّ سيادة أوكرانيا، وخاطب زيلينسكي قائلًا: "لو كنت مكانك لفكرت في حياة شعبي وقبلت العرض".
وبحسب المسؤول الأوكراني، فإن زيلينسكي كان "محبطًا للغاية ومتألّمًا على المستوى الشخصي من سياسات الحكومة الإسرائيلية".
لكن الصحافي ينقل عن مسؤول إسرائيلي، لم يذكر اسمه، نفيه لتفاصيل المحادثة كما وردت على لسان المسؤول الأوكراني، قائلًا إن بينت لم يوصِ زيلينسكي بقبول عرض بوتين لأن إسرائيل لم تتلق عرضًا كهذا، زاعمًا أن المكالمة كانت "جيدة وطويلة وتضمنت مناقشة حول إمكانية عقد اجتماع وساطة في القدس" المحتلة.
في المقابل، قال المسؤول الأوكراني إن الإسرائيليين طلبوا من بلاده، بشكل سرّي، وقف طلب المساعدة العسكرية أو الدعم السياسي من إسرائيل لأن ذلك "سيضر بجهود الوساطة التي تتطلب الحياد".
وأكد المسؤول ذاته أن زيلينسكي ومساعديه لم يتشكل عندهم انطباع خلال الأسبوع الماضي بأن وساطة بينت ستؤتي ثمارها.
وأضاف: "الحكومة في كييف تعتقد أن بينت لم يتصرف كوسيط. الوسيط يحتاج إلى الضغط من أجل التوصل إلى حلول، وطرح مقترحات على الطاولة، وليس مجرد تمرير رسائل"، مردفًا: "لسنا بحاجة إلى ساعي بريد آخر، لدينا ما يكفي من هؤلاء".
ويعتقد زيلينسكي ومساعدوه، بحسب المسؤول الأوكراني، أن الغاية من جهود بينت الدبلوماسية تتمثل في تجنب اتخاذ موقف واضح من الغزو الروسي من أجل الحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو. يقول المسؤول ذاته: "تبدو مبادرة بينت كذريعة لعدم حديثه ضد روسيا، وعدم تزويد أوكرانيا بالسلاح، وعدم معاقبة روسيا".
رئيس الأركان الفرنسي: لا يمكن توقّع سلوك بوتين
حذّر رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية الجنرال تييري بورخار في رسالة موجّهة إلى الضباط من أن عدم تحقيق الانتصار العسكري السريع في أوكرانيا الذي توقّعته موسكو في البداية، يجعل «(الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين غير قابل لأن نتوقع» تصرفاته.
واعتبر الجنرال في هذه الرسالة المؤرّخة الأربعاء والتي نشرها حساب «أوبيكسنيوز» على تويتر وتأكدت وكالة الصحافة الفرنسية من صدقيتها من رئاسة الأركان، أن الغزو الروسي الذي أُطلق في 24 فبراير (شباط): «يُفترض أن يُظهر قوة روسيا، لكن ما يحصل هو عكس ذلك. هذا الأمر يجعل (سلوك) فلاديمير بوتين غير قابل للتنبؤ أكثر فأكثر». وقال «في هذه المرحلة البالغة الخطورة التي تتسم بتوتر كبير جدًا، علينا إبداء يقظة متزايدة بهدف مواجهة كل تهديد جديد. كل شيء ممكن وعلينا أن نكون مستعدّين».
وأكد بورخار أن الرئيس الروسي «بات حاليًا في وضع استراتيجي لم يتوقعه... من الواضح أن فلاديمير بوتين أساء تقدير أمور عدة: الروح القتالية للقوات الأوكرانية (...)، التضامن الأوروبي القوي جدًا، حجم التعاطف الدولي وحتى ضراوة العقوبات».
وفي ما يخصّ ما سيحصل في النزاع في أوكرانيا، قال «أعتبر أنه رغم المقاومة الملحوظة التي أثبتتها، فإن القوات الأوكرانية التي تواجه صعوبة في الحفاظ على جهاز ممتدّ بدون احتياط تشغيلي، يمكن أن تشهد انهيارًا مفاجئًا»، لافتًا إلى أن «الدفاع المدني - أو الإقليمي - لن ينتهي» وأن «الحرب يمكن أن تدوم».
ووسع الجيش الروسي الجمعة هجومه في اوكرانيا وقصف لأول مرة مدينة دنيبرو (وسط) التي كانت تعتبر ملاذا آمنا وواصل قصفه مناطق سكنية وبنى تحتية مدنية، مما دفع مزيدًا من المدنيين إلى الفرار نحو الغرب والدول الأوروبية المجاورة.
رويترز + وكالات