قطر تعكس مواقف واضحة !

تكتسب الزيارة الملكية لدولة قطر بعدا اضافيا مميزا في سعي الملك عبد الله الثاني لنقل الشراكة مع مجلس التعاون الخليجي من الفكرة إلى التطبيق... وتحظى الزيارة باهتمام قطري خاص لإتاحتها وضع كثير من النقاط على الحروف خاصة في العلاقات الثنائية وفي اطار ما يجري في المنطقة وتحديدا في سوريا بعد الخطوة التي اتخذتها بعض دول الخليج بسحب سفرائها... وهو ما سبقت اليه قطر وظلت بحاجة إلى شرحه..
الوضع في سوريا مقلق كما عبّر القطريون اثر اتصالاتهم السابقة وإخفاق الجهود القطرية التي تمثلت في الاتصالات الهاتفية بين رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وبين الرئيس بشار الأسد وما نجم عن ذلك من تداعيات أغلق على أثرها القطريون سفارتهم وحوّلوا جزءا كبيرا من مقتنياتها إلى عمان سيما وان احتجاجهم على وضع السلطات السورية على بعض الاستثمارات وتحويل بعض بيوت القطريين في دمشق إلى ثكنات للجيش بهدف استفزاز قطر والرد على قناة الجزيرة.. الأردن الذي ينظر بقلق لاستمرار الأوضاع في سوريا على هذا النحو يتشاور مع دول مجلس التعاون سواء في المحطة القطرية أم في الكويتية التي سبقتها. ولعل الرسائل الواضحة التي أطلقتها دول مجلس التعاون وفي مقدمتها رسالة خادم الحرمين الشريفين كافية لتمثيل الموقف العربي في غالبيته والذي هو ليس بعيدا عن الموقف السعودي.
العرب يعاودون البحث عن حلّ عربي للحالة السورية بمعنى الضغط على سوريا حتى لا يؤدي الجرح السوري إلى استقطابات دولية أو إقليمية خاصة بعد التحذيرات الأميركية والرسالة التركية الواضحة حيث اعتبر الأتراك أن ما يجري في سوريا هو شأن تركي داخلي أيضا لشدة تأثيره على تركيا واستقرارها وأمنها ومنع تدخل أطراف دولية على حساب دورها...
في قطر الصورة واضحة, فالاستجابة القطرية مما يجري في أكثر من بلد عربي كانت واضحة وخاصة في ليبيا وهي واضحة إزاء ما يجري في سوريا حيث لا يجوز إن يحل العنف والقتل والاعتقالات مكان الإصلاح..
في الزيارة استجلاء للموقف القطري من شراكة الأردن في مجلس التعاون فالقطريون يحبذون شراكة الأردنيين ولا صحة لما أشيع عن تحفظاتهم أو اعتراضاتهم. فهم كانوا وكذلك العمانيون قد اعدوا لذلك أوراقا وتصورات لم يريدوا منها إن تفهم على غير ما أرادت من تأهيل للشراكة وبنائها على أسس موضوعية..
الأيام القادمة سنشهد المزيد من التطوير للعلاقات الأردنية القطرية والتي تحمل المزيد من فرص الاستثمار والتعاون والثقة...(الراي)