جمهوريتان في جمهورية

تم نشره السبت 13 آب / أغسطس 2011 01:46 صباحاً
جمهوريتان في جمهورية
موفق محادين


بعد مغادرة رئيس مصر الاسبق, انور السادات, المعسكر العربي والانضمام الى معسكر العدو الصهيوني في كامب دي يد ذهبت دمشق الى استراتيجية جديدة لتعويض الانهيار في الجبهة العربية مع العدو. واخذت هذه الاستراتيجية اسلوبا جديدا هو "الدفاع خارج الأسوار".

وقد تمثلت هذه الاستراتيجية بدعم المقاومة المسلحة, سواء عربية او غير عربية. فمقابل التهديدات التركية الاطلسية آنذاك دعمت دمشق حزب العمال الكردستاني اليساري المسلح في كردستان تركيا واوقفت او ردعت التهديدات الاطلسية مقابل التوقف عن دعم الحزب المذكور ...

ومقابل التهديدات الصهيونية احتضنت ودعمت المقاومة اللبنانية والفلسطينية, كما لا ينكر احد دور دمشق في دعم المقاومة العراقية بعد العدوان الامريكي على العراق واحتلاله.

وقد ترتب على ذلك زيادة العبء الخارجي على العدو الصهيوني مقابل زيادة العبء الداخلي على الناس في سورية نفسها. فتشكلت جمهوريتان في قلب الجمهورية السورية.

جمهورية مقاومة في الخارج, وجمهورية خوف في الداخل, ذلك ان استراتيجية الدفاع خارج الاسوار ضخمت دور الامن واجهزته في الحياة السياسية والمدنية على حد سواء .. ولم يكن ذلك ليحدث لو اخذ الصراع الاستراتيجي مع العدو مناخاته الطبيعية التي تستنفر طاقات الدولة كلها بل والامة ايضا ...

واذا كانت هذه صورة واقعية مريرة للمعادلة السورية, فلا يجوز الاستمرار بها من قبل النظام, ولا يصح للمعارضة ان تغفلها في الوقت نفسه بل تفكيكها تدريجيا في اطار تسوية داخلية تاريخية تستبدل جمهورية الخوف الداخلية بجمهورية ديمقراطية تعددية تعزز جمهورية المقاومة الخارجية. فالثانية اذا استمرت سابقا في ظروف معروفة فلن تستمر في الظروف الجديدة بل قد تصبح عبئا عليها ..

وبالمقابل فان الجمهورية التعددية المنشودة, لا معنى لها اطلاقا اذا ساومت على خطاب المقاومة خارج الاسوار واستبدلتها بمليشيات طائفية داخلية على الطريقة العراقية.(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات