عن (الزلمة الهامل) مرة أخرى

اعتاد رجال إحدى العشائر على الاجتماع في "شِق" شيخهم لكي يتداولون في شؤونهم, وكان من بينهم رجل يشكل محط انتقاد دائم عند زوجته بسبب عدم مشاركته للرجال في أحاديثهم المختلفة مع انه كان شديد البأس مع الزوجة والأولاد, وقد اعتاد الرجل أن يرد عليها بقوله أنه لا يلبس "اردون" كما الآخرون. (والاردون هو لباس مكتمل مكون من دشداشة ذات أكمام فضفاضة تتحرك مع حركة اليدين وعباءة توضع على الأكتاف بحيث تبرز الأكمام من تحتها).
فكرت الزوجة ثم اتخذت قرارها , إذ أخاطت لزوجها "اردوناً" جميلاً وألبسته إياه, وقالت له: هيا إلى الديوان حيث يمكنك الآن مشاركة الرجال حديثهم بعد أن صرت تلبس "اردوناً" مثلما يلبسون.
لبس الزوج "اردونه" وذهب إلى حيث الرجال, فوجدهم يتحدثون في شأن رحيل العشيرة إلى منطقة أخرى, وقد اختلفت الآراء بين مؤيد للرحيل ومعارض له. وفي خضم النقاش هزّ صاحبنا أكتافه فتحركت أكمام "اردونه", فانتبه إليه القوم وطلب شيخهم من الجميع الإنصات قائلاً: "تفضل أبو فلان". عندها هز الزوج اردونه مجدداً وقال: "يا ربع, ترى إن رحلتهم رحلنا وإن نزلتم نزلنا", ثم سكت وعاد إلى جلسته.
وعند عودته إلى البيت قص على زوجته ما حدث وكيف أن "الاردون" فعلت فعلها وجعلت القوم يصغون إليه, فقالت له: "والله يا جوزي, الخْ..يْ يظل خْ..يْ, إن كان لابس ولا عْرَي".
ملاحظة: الحكاية زودني بها الصديق سرور عويس جازاه الله عن كل حرف فيها حسنات. غير أنه لا يعد مسؤولاً عن الشبه المحتمل بين بطل القصة وبعض الشخصيات من المتحدثين الجدد المشهورين حالياً. (العرب اليوم)