الدفاع المدني.. تقدم يستدعي الاعتزاز

تستطيع ان تضبط ساعتك على ايقاع عمله, وفي الساعة التي تحدث فيها لي عن الدفاع المدني, وانتقاله من مرحلة الفزعة حين لم يكن هذا اسمه وقد انيط عمله في عهد الامارة الى البلديات الى ان تطور المشهد عام 1999, ليشهد الدفاع المدني نقلة نوعية ذات طابع مؤسسي ويبدو لي ان التطور الحقيقي الذي اصاب الدفاع المدني جاء من خلال انشاء اكاديمية الامير حسين بن عبدالله الثاني للحماية المدنية والتي لا ترفد مديرية الدفاع المدني بالخريجين والخبرات بل توسعت لتكون مخرجاتها في خدمة البلاد العربية واي طلاب من الاقليم والعالم يريدون دراسة تخصصات حديثة مثل هندسة الاطفاء والسلامة وادارة الكارثة والاسعاف المتخصص (البراميدك)...
وهذه الاكاديمية المميزة التي استقبلت طلابها من العام(2009-2010) تمنح درجة البكالوريوس وتعمل وفقا لنظم وقوانين وزارة التعليم العالي...
في السنوات الاخيرة تميز عمل الدفاع المدني وقد توفرت للمديرية التي تملك مراكز عديدة في عموم المحافظات والالوية الامكانيات ورعاية جلالة الملك... واستطاعت الامكانيات المحسوبة بدقة ان تصنع وسائل وتوفر معطيات وان تسد حاجات المجتمع الاردني المتطورة والمتنوعة مما تستلزم انخراط الدفاع المدني فيها...
كنت استمعت الى حديث موجز من اللواء الركن المدير العام للدفاع المدني طلال الكوفحي عن الواقع القائم والانجازات المتحققة وعن تطلعات المديرية وخططها التطويرية القائمة والقادمة وعن الدورات المميزة التي يتلقاها ضباط الدفاع والمنتسبين اليه وقدرتهم على التميز والتنافس حتى غدى جهاز الدفاع المدني الاردني مميزا من خلال انخراط افراده في مشاركات دولية للانقاذ والاسعاف ومواجهة الكوارث وقد كشفت المشاركات عن غلبة هذا الجهاز وتميز افراده بالمبادرة والمعرفة والاستعداد السريع والفاعل...
تحدث الباشا عن سرعة تلقي الطلبات والاستجابة الفورية لها سواء نقل المرضى او الاسعاف السريع او مواجهة الحرائق والكوارث الاخرى... كان يحدثني وفي ذهني صورة اخرى لما رأيته في الغرب.
وظلت الصورتين متفرقتين لم اربط بينهما الى ان واجهت في منزلي اغلاق احد الحمامات على طفل في السابعة جاء اهله يزوروننا وقد تعطل المفتاح وكان صعبا فتح الباب او حتى كسره او الوصول الى الطفل..
لجأت الى الدفاع المدني وقد ذكرتني زوجتي وسط الارتباك وصراخ الطفل الصغير ان اتصل وبالفعل ضربت الرقم 199 وردّ عليّ المقسم... كانت الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل وقد استغرق الزمن ما بين اعطاء عنوان البيت وما بين وصول سيارة الدفاع المدني ثماني دقائق فقط فاستغربت الامر لهذه السرعة واعتقدت انها حالة استثنائية الى ان ذكرت لي جارتنا ان ابنتها تعرضت لحالة طوارئ صحية فجاءتها سيارة الاسعاف خلال نفس المدة. هذه الامكانيات وسماحة التعامل لايمكن ان تتوفر لولا التدريب والتأهيل وتعليم الحرص وتحمل المسؤولية وقبل ذلك الادارة الراعية المتابعة والمسؤولة.
ما يتحمله جهاز الدفاع المدني من مسؤوليات اثير في الملتقى العلمي الاول للدفاع المدني في كلمة اللواء الكوفحي... بحضور ممثلين عن جامعة نايف العربية للعلوم الامنية والمنظمة الدولية للحماية المدنية التي حضر امينها العام وعدد من ذوي الاختصاص من مختلف دول المنطقة والاقليم.. وقد حظي الدفاع المدني الاردني بالتقدير والاعجاب...(الراي)