تتمــة : وزراء العشائر المخزومية / آل الشريدة ( الكورة )

المدينة نيوز- تحدثت في حلقات سابقة عن مشاركة عشيرة آل قدُّورة / بني مخزوم  ( صفد / فلسطين ) في الحكومات الأردنية من خلال الوزير السيد رشدي قدُّورة الذي غلب عليه إسم رشدي الصفدي والوزيرة السيدة إنعام  أسعد قدُّورة / المفتي ، كما تحدثت عن مشاركة عائلة آل الخالدي المقدسية الخزومية من خلال الدكتور حسين فخري الخالدي الذي شغل المنصب الوزاري وشكـَّـل حكومة برئاسته ، وأتحدَّث في هذه الحلقة عن عشيرة آل الشريدة / بني مخزوم وعن وزرائها .

كليب الشريدة

عندما تشكـَّـلت في إربد حكومةُ عجلون العربية برئاسة القائمقام علي خلقي الشرايري، وكان ذلك قبلَ تأسيسِ إمارة شرقي الأردن  لم تلتحق ناحيةُ الكورة وبعضُ بلدات وقرى ناحية بني عبيد بحكومةِ عجلون العربية حيث قرر زعيمُ ناحية الكورة الشيخ كليب يوسف الشريدة مع عددٍ من شيوخ ناحية بني عبيد تشكيلَ حكومةٍ محليِّةٍ أطلقوا عليها اسمَ  ( حكومة  دير يوسف ) وهي البلدة التي اتَّخذوها عاصمةً لحكومتهم بسبب وقوعها في موقعٍ متوسطٍ بين ناحيتي الكورة وبني عبيد ، وترأس الحكومةَ الشيخُ كليب الشريدة، وكان من أعضائها ابنُ أخيه المحامي نجيب عبد القادر اليوسف الشريدة .

عبد الله الشريدة

وشارك الشيخُ عبد الله كليب اليوسف الشريدة في حكومةِ الرئيس توفيق أبو الهدى المشكـَّـلة في 29/7/1941م وزيراً للتجارة والزراعة ، وقدَّم استقالته من الحكومةِ في 17/11/1942م ،  ثمَّ شارك في حكومةِ الرئيس أبو الهدى المشكـَّـلة في 4/5/1954م وزيراً للدولةِ اعتباراً من 8/5/1954م حيث أُضيف للحكومة بعد أن تبيَّن أنها كانت تخلو من ممثلٍ لشمال الأردن .

نجيب الشريدة

وكان المحامي نجيب عبد القادر الشريدة وهو ابنُ عم الوزير عبد الله الكليب قد شارك في حكومة الرئيس توفيق أبو الهدى المشكـَّـلة في 28/12/1947م وزيراً للتجارةِ والزراعةِ والمواصلاتِ في تعديلٍ جرى على الحكومة في 16/9/1948م ، وتجدر الإشارة إلى أن الوزير المحامي نجيب الشريدة كان يستعمل في مقالاته وفي معاملاته إسم نجيب الشريدة الخالدي لتعزيز الرواية التي تربط الشريدة بصلة القرابة مع آل الخالدي الذين يلتقون مع الشريدة وعشائر وعائلات أخرى في الإنتساب لقبيلة بني مخزوم .

عبد المجيد الشريدة

وشارك المحامي عبد المجيد نجلُ الوزير عبد الله كليب الشريدة في حكومة الرئيس أحمد طوقان المشكـَّـلة في 26/9/1970م وزيراً للتربية والتعليم ،  ثمَّ شارك في حكومة الرئيس مُضر بدران المشكـَّـلة في 6/12/1989م وزيراً للتنمية الاجتماعية .

عادل الشريدة

وشارك اللواءُ المتقاعد الدكتور عادل الشريدة في حكومة المهندس علي أبو الراغب المشكـَّـلة في 19/6/2000م وزيراً للدولة .

نسب آل الشريدة

يذكر كتاب ( قاموس العشائر الأردنية ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري أنَّ عشيرةَ الشريدة تعود في جذورها إلى قبيلة بني مخزوم الحجازية ، وتروي المراجعُ التي بحثت في العشائر الأردنية أنَّ الشريدة ينحدرون من رجلٍ اسمه حمَّاد جاء مع أخويه شافع ونافع قبل زمنٍ طويلٍ من الحجاز إلى الكرك ثمَّ إلى حوران ، ثمَّ تفرَّق الأشقاء ُالثلاثة ُ فاستقرَّ حمَّادُ في الكورة حيث تشكـَّـلت من أعقابُه عشيرةَ الشريدة ، ويُقال لهم أيضاً آل حمَّاد  ، ودانت لهم الكورة فيما بعدُ بالزعامة ، واستقرَّ شافعُ في صفد  حيث رُزق بثلاثةِ أولادٍ ينحدر من نسلِهم عائلةُ شاهين في نابلس ، وعائلة آل مراد في دير نعاس ، أمَّا نافعُ فاستقرَّ في بيت المقدس حيث انحدرت من نسلِهِ عائلة آل الخالدي المقدسية ، ويشير عمَّاري إلى وجود عشيرة مسيحية في فلسطين تحمل إسم الشريدة ولم يذكر مكان سكنها .

ويذكر الدكتور عبد العزيز الكليب الشريدة النجل الأصغر للشيخ كليب اليوسف الشريدة في كتابِه ( من رجالات الأردن – الحاج كليب يوسف الشريدة –  سيرة حياة 1865-1941  ) أنَّ جذورَ عشيرة الشريدةِ تعود إلى جدِّهم حمَّاد الذي ينتهي نسبُه إلى خالد بن الحسين بن موسى بن أحمد بن محمد بن حسين بن أحمد إبن الصحابي الجليل خالد إبن الوليد المخزومي رضي الله عنه ، والمعروف أن الصحابي الجليل خالد بن الوليد هو إبن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرَّة الذي هو الجدُّ السادس لسيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ،  ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبـَّاغ  في الجزء الثالث من القسم الثاني من  كتابه ( بلادنا فلسطين ) أن حامولة دار خليل في بلدة عتـِّـيل بفلسطين يلتقون في قرابة أبناء العمومة مع آل الشريدة في الكورة بالأردن ومع عائلة الخالدي في القدس وعائلة قدورة في صفد وعشيرة الولايدة في جبارات بئر السبع وعائلة الخالدي في جنين وحطـِّـين (طبريا) وأنهم جميعا يلتقون في بني مخزوم .

ويذكر كتاب )  تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ) لمؤلفه الضابط الإنجليزي فريدريك . ج . بيك أن عشيرة الشريدة التي يصفها بأنها من أمنع وأقوى عشائر منطقة عجلون يقولون إنهم من  بني مخزوم وإنهم يلتقون في هذا النسب مع آل الخالدي في القدس وآل شاهين في نابلس وآل قدُّورة في صفد ، ويذكر فريدريك أن ثلاثة أخوة هم حمَّـاد وشافع ونافع هاجروا من الحجاز إلى الكرك في جنوب الأردن ، ثمَّ انتقلوا من الكرك إلى حوران ، ولمَّـا لم يطب لهم المقام في حوران ارتحلوا إلى ناحية الكورة في شمال الأردن ، وبعد فترة ارتحل أحد الأشقاء الثلاثة شافع إلى صفد بفلسطين حيث رزق بثلاثة أولاد هم : مراد وهو جدُّ آل مراد في دير نعاس ، ويوسف وهو جدُّ آل شاهين في نابلس ، ولم يذكر فريدريك اسم الشقيق الثالث من أولاد شافع ، أما نافع فيذكر فريدريك أنه ارتحل إلى القدس ومن أعقابه تشكـَّـلت عائلة آل الخالدي المقدسية ، أما الشقيق الأكبر لنافع وشافع وهو حمَّاد فقد استقرَّ في الكورة ، ويذكر فريدريك إن الكورة كانت آنذاك منقسمة إلى منطقتي نفوذ ،  الأولى تضمُّ قرى كفر الماء (كفر إلما) ودير أبو سعيد وجفـِّـين وجنين وكانت زعامتها في عشيرة الرشدان ، أما المنطقة الثانية فكانت تحت نفوذ قبيلة المهيدات التي كان زعيمها الأمير المهيدي ، وكانت تضمُّ قرى كفر راكب وتبنة وسمُّوع وخنزيرة وجديتا وبيت إيدس وزمال وكفر آبيل ، واختار حمَّاد السكن في منطقة نفوذ المهيدات وتمكن بذكائه وحنكته من التقرُّب من الأمير المهيدي الذي زوّجه بابنته ، ولم يلبث أن بسط حمَّاد نفوذه على المنطقة بعد أن نشب نزاع دموي بين الأمير المهيدي وبعض سكان المنطقة أسفر عن ارتحال عدد كبير من جماعة الأمير المهيدي إلى قريتي كفر أسد وجبانة الخشب في الجولان ، ويذكر فريدريك أن الشريدة لم يلبثوا أن بسطوا نفوذهم على منطقة نفوذ الرشدان في أثناء شيخة الشيخ ربّاع  على آل حمّاد الذين غلب عليهم فيما بعد إسم الشريدة ، وتشير شجرة نسب الشريدة المنشورة في كتاب ( تاريخ شرقي وقبائلها ) إلى أن ربّاع هذا هو إبن عبد النبي إبن إسماعيل إبن محمد إبن ناصر إبن محمد إبن إسماعيل إبن يونس إبن حمّأد شقيق شافع ونافع اللذين قدما معه من الحجاز، وقد رُزق ربّاع بولدين هما ربيع وشريدة ، ورُزق شريدة بأربعة أولاد هم مصطفى وذياب ويوسف وربَّاع ، ورُزق يوسف بثمانية أولاد هم كليب وعبد القادر ومحمود وجبر وجبران وسروى وأحمد وطلال ، ورُزق كليب بأحد عشر ولداً هم خليفة وصالح وشريف وصادق وشفيق وتركي ومحمد وعبد العزيز (الطبيب لاحقاً) وعبد الله (الوزير لاحقاً) وفلاح وظاهر، ورُزق عبد الله بأربعة أولاد هم محمد وتركي وماجد وعبد المجيد (الوزير لاحقاً) ، أما الوزير نجيب الشريدة فهو حسب شجرة النسب الآنفة الذكر إبن عبد القادر إبن يوسف إبن شريدة  إبن ربّاع إبن عبد النبي إبن إسماعيل إبن محمد إبن ناصر إبن محمد إبن إسماعيل إبن يوسف إبن حمّاد الشقيق الثالث لشافع ونافع الذين قدموا من الحجاز ، ويذكر فريدريك . ج .  بيك في كتابه أن آل الشريدة يتوزّعون إلى الفروع التالية:

1-         الشريدة ويقطنون في قرية تبنه ودير أبو سعيد وأبو اللقين .

2-         بنو يونس ويقطنون في قرية تبنة ودير أبو سعيد وعنبه .

3-         بنو عيسى ويقطنون في قرية الصمط .

4-         بنو بكر ويقطنون في قرية مرحبا .

5-         بنو ياسين ويقطنون في قريتي كفر الماء ورحابا .

6-         بنو مصطفى ويقطنون في قرية أبو اللقين .

7-         بنو عبد الرحمن ويقطنون في جِـنـِّـين الصفا .

ويذكر كتاب ( الصفوة –  جوهرة الأنساب – الأردن ) لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة أن عشيرة آل الشريدة من أكبر عشائر الكورة ، قدموا من الحجاز بالجزيرة العربية ونزلوا في الكرك ثمَّ ارتحلوا إلى منطقة حوران ثمَّ استقرُّوا في دير أبي سعيد ، ويذكر البطاينة أن أشقاء ثلاثة من قبيلة بني مخزوم هم الذين قدموا من الحجاز وهم شافع ونافع وحمَّاد ، أما شافع فقد ارتحل من الكورة إلى صفد بفلسطين وسكنوا دير النعاس وتشكـَّـلت من أعقاب شافع عائلة آل مراد وعائلة آل قدُّورة في صفد وعائلة آل شاهين في نابلس ( يورد البطاينة رواية أخرى تردُّ آل مراد في صفد إلى الصمادية من ذرية الحسين بن علي رضي الله عنه ) ،  وارتحل نافع إلى القدس وتشكـَّـلت من أعقابه عائلة آل الخالدي المقدسية ، واستقرَّ حمّاد في الكورة وتشكـَّـلت من أعقابه عشيرة آل الشريدة بفروعها العديدة .

ويذكر كتاب ( عشائر شمالي الأردن ) لمؤلفه النائب السابق الدكتور محمود محسن فالح مهيدات أن عشيرة آل الشريدة من أقوى وأمنع عشائر شمالي الأردن وينحدرون من قبيلة بني مخزوم ويُعـزِّز مهيدات الرواية التي تقول إن ثلاثة أشقاء هم حمَّاد وشافع ونافع قدموا من الحجاز إلى الكرك ثمَّ ارتحلوا إلى حوران ثمَّ قدموا إلى الكورة في شمال الأردن ، وبعد فترة ارتحل شافع إلى صفد حيث رزق بثلاثة أولاد ذكور هم مراد جدُّ آل مراد في دير نعاس (لم يذكر آل قدُّورة في صفد) ، ويوسف جدُّ آل شاهين بنابلس ، وارتحل نافع إلى القدس وتشكـَّـلت من أعقابه عائلة آل الخالدي المقدسية ، أما حمَّاد فاستقرَّ في الكورة وتشكـَّـلت من أعقابه عشيرة آل الشريدة بفروعها السبعة : الشريدة وبنو يونس وبنو عيسى وبنو بكر وبنو ياسين وبنو مصطفى وبنو عبد الرحمن .

ويُعـزِّز الأديب المؤرِّخ روكس بن زائد العُـزيزي في الجزء الرابع من كتابه ( معلمة للتراث الأردني ) الرواية التي تردُّ آل الشريدة إلى قبيلة بني مخزوم الحجازية ، ويذكر أنهم يرتبطون في هذا النسب مع آل الخالدي في القدس وآل شاهين في نابلس وآل قدُّورة في صفد ( لم يذكر آل مراد في صفد ) ، ويذكر العُـزيزي أن العشيرة أخذت إسمها " الشريدة " من إسم أحد زعمائها شريدة (شريدة إبن ربَّاع إبن عبد النبي إبن إسماعيل إبن محمد إبن ناصر إبن محمد إبن إسماعيل إبن يونس إبن حمَّاد الشقيق الثالث لشافع ونافع وهم الذين قدموا من الحجاز، ويذكر العُـزيزي أن آل الشريدة يتفرَّعون إلى الفروع التالية : الشريدة وبني بكر وبني عيسى وبني عبد الرحمن وبني مصطفى وبني ياسين وبني يونس ،  ويُـثني العُـزيزي على مكرمة آل الشريدة باستقبالهم العديد من العائلات المسيحية التي هربت من لبنان وسوريا بسبب الفتنة الطائفية التي اندلعت في لبنان في عام 1860م .

ويورد كتاب ( موسوعة قبائل العرب ) لمؤلفه الباحث عبد الحكيم الوائلي أسماء ثلاث عشائر تحمل إسم الشريدة ، إحداها عشيرة الشريدة في شمال الأردن ويصفها بأنها من أمنع عشائر إربد ( يقصد جوار إربد ) ويُـعزِّز الوائلي الرواية التي تنسبهم إلى قبيلة بني مخزوم الحجازية ،  والثانية الشريدة في العراق وهم من الطوينات من خفاجة من العرب العدنانية ، والثالثة الشريدة ، ذوي شريدة ، وهم فرعٌ من حمدان من المعاصية من ذوي عنتر من العونة من بني رشيد من عبس من غطفان من القيسية من العرب العدنانية بالديار السعودية ، ولكنه لم يتطرِّق إلى وجود أو عدم وجود علاقة قرابة بينهما أو بينهما وبين شريدة الكورة في الأردن .