تتمة وزراء العشائر والعائلات الكرديـــة (6)

تم نشره الأربعاء 07 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 01:50 مساءً
تتمة وزراء العشائر والعائلات الكرديـــة (6)

* إذا صحَّـت الرواية التي تنسب آل مرقة لأصول كردية يكون إسحق مرقة تاسع وزير كردي .
* رواية : إسم عائلة مرقة مشتق من كلمة (ميرقا) الكردية ومعناها باللغة الكردية العسكر .

* رواية تربط آل مرقة بعلاقة قرابة مع عشيرة الحمُّـوري في الخليل التي تنتسب إلى قبيلة حِـمْـيـَـر العربية القحطانية .
* يوسف الأيوبي الكردي ارتحل من الخليل في بدايات عشرينيات القرن العشرين المنصرم إلى بصيرا في منطقة الطفيلة ، ثمَّ ارتحل مع أعقابه إلى غور الصافي ليستقرُّوا هناك ، ويتوزَّعون على عدة أسر كردية هي آل علي وآل حسن وآل صالح .
* محمد طاهر أفندي بدرخان الكردي كان رئيسا لمجلس قضاء السلط في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ، ومحمد سعيد شمس الدين الكردي  شغل منصب متصرف لواء السلط في عام 1868 م .

**********

تنـــــويــــه

بهذه الحلقة ينتهي الحديث عن وزراء العشائر والعائلات الكردية وعن جذورها حسب تواريخ مشاركتهم في الحكومات الأردنية ، وأهيب بالمعنيين الذين تلطفوا بمتابعة الحلقات السابقة التكرم بتزويدي بملاحظاتهم وتعقيباتهم وتصويباتهم وإضافاتهم حول ما نشر في الحلقات السابقة لنشرها في حلقات قادمة ، راجيا أن يتم تزويدي بها على بريدي الإلكتروني  :  Ziad_1937@yahoo.com


********
'
الوزراء الأكراد حسب تاريخ
مشاركتهم في الحكومة

1) رشيد عبد الكريم المدفعي (7 /8/1939 م ـ مرة واحدة)
2) سعد محمد جمعه الأيوبي (23/4/1967م  ـ  مرَّتان رئيسا للحكومة)
3) يوسف مصطفى ذهني الكردي (26/5/1973 م ـ مرَّة واحدة)
4) صلاح محمد جمعه الأيوبي (8/2/1976م ـ ثلاث مرَّات)
5) وليد مثقال عصفور(28/8/1980 م ـ مرَّتان)
6) سعد الدين محمد جمعه الأيولي (19/3/1997م ـ مرَّة واحدة)
7)  أشرف علي سيدو الكوراني الكردي (19/3/1997 م ـ مرَّة واحدة)
8) محمد مثقال عصفور (4/3/1999 م ـ مرَّة واحدة)
9) إسحق مرقة (4/3/1999 م ـ مرَّة واحدة) (حسب رواية تنسب الدكتور إسحق مرقة إلى أصول كردية ، وهناك رواية أخرى تنسبه إلى فرع عشيرة الحمامرة في الخليل ـ آل الحمُّـوري)
10) عمر أشرف علي سيدو الكوراني الكردي (27/11/2005 م ـ مرَّة واحدة )
*******
إسحق مرقة 

هناك ثلاث روايات حول أصول آل مرقــة في الخليل ، الرواية الأولى تردُّهم إلى أصول كردية ، وتستند هذه الرواية إلى أن قدوم آل مرقة إلى الخليل كان مع جيوش بطـل حطـِّـين ومحرِّر القدس صلاح الدين الأيوبي الكردي الأصل ، ولكن هذه الرواية تجد من يردَّها ويستبعدها من حيث أنه  لا يوجد ما يؤكد أن آل مرقة ينحدرون من جذور كردية إلا ما يُـذكر عن قدومهم مع جيوش صلاح الدين ، ويشير المشكـِّـكون بهذه الرواية إلى جماعات كثيرة من المسلمين من غير الأكراد ناصروا القائد الكردي المسلم صلاح الدين الأيوبي والتحقوا بجيوشه مندفعين بمشاعرهم الإسلامية ، وليس لأنهم ينحدرون من أصول كردية ، ولذلك فإن قدوم آل مرقة مع جيش صلاح الدين لا يعني بالضرورة أنهم يلتقون معه في أصوله الكردية ، ويعزِّز الباحث في أصول الأكراد السيد عدنان علي خضر الكردي الرواية التي تردُّ آل مرقة إلى أصول كردية حيث يشير إلى أن إسم عائلة مرقة مشتق من كلمة (ميرقا) الكردية ومعناها باللغة الكردية العسكر .

أما الرواية الثانية فتقول إن وجود آل مرقة في الخليل كان يسبق قدوم جيش صلاح الدين الأيوبي ، وإن آل مرقة يلتقون في نفس الجذور بعشيرة آل الحمـُّـوري في الخليل ، وتنقل الرواية عن  بعض كبار السن في الخليل أن آل مرقة كانوا يُـعرفون باسم آل مرقة الحمُّـوري ويستشهدون على ذلك بإيراد أسماء تحمل إسم الحمُّـوري إلى جانب مرقة ، ومن هؤلاء يحي مرقه الحمُّـوري الذي انتقل إلى رحمة الله في عام 1942 م ، وتردُّ هذه الرواية آل الحموري وآل مرقة إلى قبيلة حـِمْـيـَـر العربية حيث يذكرُ كتابُ   عشيرة الحمامرة   لمؤلفه الباحث ياسين صالح أبو حمور أنَّ العشائر التي تحملُ أسماء أبو حمُّور والحمُّوري والحمامرة تنحدرُ في جذورها من قبيلة حِمْيَـــر  ، وأنَّ عشائر الحمامرة والحمُّوري وأبو حمُّور وغيرها من العشائر التي ترتبط بقرابة معها هم من أعقابِ النفر الذين ارتحلوا من الحجاز إلى بلاد الشام من أبناء أبرهة بن شرحبيل الحِمْيَري وهم كريب وشرحبيل ويعفر وبحير ومحمد والحجاج والصباح ، والمعروف أن حِـمْـيَـر قبيلة عربية وليست كردية حيث يذكرُ المؤرِّخُ مصطفى مراد الدبَّـاغ في كتابه   القبائل العربية وسلائلها في بلادنا فلسطين   أن حِمْيَر الذي تنحدرُ من نسله عشائر الحمامرة في الأردن وفلسطين هو حِمْيَر بن سبأ بن عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان وهو جـدُّ العرب القحطانية .

وهناك رواية ثالثة تخلط الأوراق تقول إن آل الحموري أنفسهم ينحدرون من أصول كردية (وهي رواية لا يعتمدها آل الحموري) ، وقد وردت هذه الرواية الثالثة في كتاب   الأكراد الأردنيون ودورهم في بناء الأردن الحديث   لمؤلفه الدكتور محمد علي الصويركي (السويركي) الكردي الذي يحتوي على وثيقة يقول إنها تـُعرف باسم   وثيقة الأسرة الأيوبية الكبرى في فلسطين   يعود تاريخها إلى عام 1946 م تشتمل على أسماء العشائر والعائلات الكردية في فلسطين ومن بينها آل الحموري ، وهذه العشائر والعائلات هي : أبو خلف ، نيروخ ، العسلي ، صلاح ، الهشلمون ، متعب ، طبـَّـلت ، إجويلس ، البيطار ، عكه ، البرادعي ، أحمرو ، الجبريني ، امحيسن ، أبو زعرور ، عرعر ، صهيون ، الحزين ، برقان ، سدر ، فخذ أبو سالم مرقة ، المهلوس ، ارويشد ، علوش ،   أبو الحلاوة ، الحشيم ، فراج ،  الحمُّـوري / حمُّـور ، زلوم ، حريز ، العزب ، السائح ، الربحية الأيوبية ، السعدية ، فشري ، مسروجة ، أبو حميد ، غراب ، متعب ، قفيشة ، اعسلية ، أبو خرشيق ، البرادعي ، ويعزِّز الصويركي روايته  التي تردُّ آل مرقة إلى أصول كردية بنشر رسالة وردت في كتاب   الوثائق الهاشمية ــ  ص 294   مؤرخة في 11 / شوال / 1366 هجرية ـــ  28 / آب / 1947 م موقعة من الشيخ موسى الحمُّـوري رئيس الوعـَّأظ بالحرم الإبراهيمي الشريف ورئيس أوقاف الخليل ، وموقعة من الحاج عبد الجواد فراح الكردي الأيوبي ، والحاج عبد المغني أبو خلف الكردي الأيوبي ، والحاج مسلم بدر الكردي الأيوبي بعثوا بها إلى الملك الراحل عبد الله بن الحسين ، يذكرون  فيها أنهم يمثلون العائلات الكردية في الخليل التي تمثل حسب الرسالة ثلث سكان الخليل ، ويعرضون على الملك الراحل تكليفهم للإتصال بأكراد الشام وخاصة آل حمـُّـور في حوران لإقناعهم بنصرته .
وبوجود هذه الروايات المتضاربة حول نسب آل مرقة ، فإنه إذا صحـَّـت الرواية التي تنسب آل مرقة إلى الأكراد ، فإن الدكتور إسحق مرقة  يكون تاسع كردي يشغل المنصب الوزراري وزيرا للصحة في حكومة الرئيس عبد الرؤوف الروابدة المشكـَّـلة في 4 / 3 / 1999م .
ويورد كتاب   قاموس العشائر في الأردن وفلسطين   لمؤلفه الباحث حنا عمَّـاري إسم عشيرة تحمل إسم مرقة ، ويكتفي بالإشارة إلى أنها عشيرة فلسطينية ومساكنهم في الخليل ، ولم يتطرق إلى جذورهم . 
ويورد كتاب   معجم العشائر الفلسطينية   لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أسماء (4) عشائر تحمل إسم مرقه تتوزَّع على الخليل وعكـَّـا والدهيشة ومخيم العين ، ولكنه لا يتطرق إلى جذورها ، كما لم يتطرق إلى وجود أو عدم وجود علاقة قرابة بينها . 
وأمام هذا التضارب في تحديد نسب آل مرقة في الخليل ، ولأن الناس أمناء على أنسابهم كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد أصبح من الضروري أن يكون لآل مرقة الكلمة الفصل في تحديد نسبهم بدليل موثـَّـق يحسم الجدل حول أصول آل مرقة  ،
أما بالنسبة إلى أصول آل الحموري / الحمامرة / أبو حمُّـور ، وعملا بالهدي النبوي   الناس أمناء على أنسابهم   ، فإنني أرجح الرواية التي يتبنونها وهي الرواية التي تردُّهم إلى  قبيلة حـِـمْـيـَـر العربية القحطانية .

على صعيد توزيع العائلات الكردية في الأردن فبالإضافة إلى ما نشرته في حلقات سابقة عن توزيع العائلات الكردية في المدن الأردنية ، أشير إلى أن كتاب (لواء الأغوار الجنوبية ــ عمق الماضي وإشراقة المستقبل) لمؤلفه الباحث خالد عطية العشوش يشير إلى وجود عدَّة عائلات كردية في منطقة غور الصافي بالأغوار الجنوبية ، ويذكر أنهم ينحدرون من نسل السلطان الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس صلاح الدين الأيوبي ، ويذكر أن جدَّهم يوسف الأيوبي اضطر إلى الإرتحال من الخليل والقدوم إلى شرقي الأردن في بدايات عشرينيات القرن العشرين المنصرم ليستقرَّ مؤقتا في بلدة بصيرا في منطقة الطفيلة ، ثمَّ ارتحل مع أعقابه إلى غور الصافي ليستقروا هناك ، ويتوزَّعون على عدة أسر هي آل علي وآل حسن وآل صالح .
وإضافة إلى ما نشرته في حلقات سابقة عن الأسرة الأيوبية (آل أيوب) التي تنتمي إليها العديد من العائلات الكردية الأردنية ، أشير إلى ما عـُـرف عنهم من تقدير للفقهاء والعلماء  حيث يذكر إبن شداد كاتب سيرة صلاح الدين الأيوبي  ، وهو كردي ،  أن صلاح الدين كان يحضر مجالس العلم مشاركاً في مجادلات أهل العلم ، وأن  دمشق في عهده ورثت مجد بغدادالثقافيّ والفكريّ  وأصبحت مهوى أفئدة العديد من العلماء الذين إرتحلوا إليها من بغداد ، ومن هؤلاء العلماء إبنُ الصلاح الشهرزوري الشرخاني (توفي 1245 م) ؛ الذي يعتبره إبن خلكان (وهو كردي) من أبرز مشايخ الأكراد ، وقد لازمَ الملكَ الأشرف حاكم دمشق ،  وكان مفتي الشافعية فيها ، ومن هؤلاء العلماء الفقيه شمس الدين الخويي  الذي قدم إلى دمشق حاضرة الأيوبيين ، من بلدة  خوي في كردستان ، وما لبث أن تولى القضاء ، ويشار إلى أن إبن تيمية الذي يعدُّه بعض علماء أهل السنة المرجع الدينيّ التالية درجته أصحاب المذاهب الأربعة قد ولدَ في العهد المملوكي في بلدة حرّان عام 1263 م  من أسرة كردية سبق وإستقرت  أثناء طفولته ، بمدينة دمشق ، حيث كان  والده ا؛د العلماء الين يمموا شطر دمشق في العهد الأيوبي واشتغل بالتدريس على المذهب الحنبليّ ،وتتلمذ إبن تيمية على أبيه وخلفه بعد وفاته في التدريس الشرعي وأصبح علما من أعلام المدافعين عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم  ،  ومن العلماء الأكراد الذين اشتهروا في زمن العثمانيين في دمشق علاء الدين الحصكفي المولود بدمشق ، والمتوفي فيها عام 1677 م ، والشيخ حسن الكردي الألباني مولداً ، الكردي أصلاً ، الدمشقي مسكناً ووفاة بحسب كتاب   الأعلام   للزركلي ، شافعيّ ، والشيخ محمد أسعد الكردي (المتوفي عام 1774 م) ، وكان مفتي الحنفية في دمشق .
وبالإضافة إلى ما نشرته عن عشيرة آل الكوراني الكردي التي ينتمي إليها الوزيران الدكتور أشرف علي سيدو الكوراني الكردي ونجله عمر ، أشير إلى الملا إلياس الكوراني الكردي (1637 _ 1726 م)  الذي كان كان من كبار مشايخ المتصوفة الأكراد  على الطريقة القادرية ، في عهد ولاة آل العظم في دمشق أثناء العهد العثماني ، وإلى الشيخ مصطفى الكردي ، الذي مات عام 1752 م ، كما اشتهر من الأكراد (الكرد) الهكاريين الذين استقرُّوا في السلط عدة علماء وقضاة كان في طليعتهم عبد الله الهكاري الصلتي (نسبة إلى الصلت- التي حرفت فيما بعد إلى السلط) وابنه بدر الدين الصلتي الذي عمل قاضياً في السلط ، والقدس، ودمشق، وحمص التي توفي فيها سنة 1384 هـ ،
كما انتقل بعض الأكراد (الكرد) الهكاريين من مدينة السلط إلى القدس في العهد المملوكي وكونوا حارة خاصة بهم هناك عرفت باسم (حارة السلطية)  نسبة إلى السلط التي قدموا منها ، وأصبحوا أئمة المسجد الأقصى المبارك لفترة طويلة من الزمن ، ويعرفون اليوم في القدس بعائلة الإمام  ، وعرف من رجال الإدارة من الأكراد الذين استقرُّوا في الأردن محمد طاهر أفندي بدرخان الذي كان رئيسا لمجلس قضاء السلط في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، ومحمد سعيد شمس الدين الذي شغل منصب متصرف لواء السلط في عام 1868 م ، ومحمد عطاء الله أفندي الأيوبي ، قائمقام قضاء السلط  في عام 1909 ،  ومن العائلات الكردية في الأردن والتي تحمل أسماء تدل على كرديتها ، الأيوبي ، زيباري ، الكردي وسيدو الكردي ، بابان ، الرشواني ، الشيخاني ، جلعو، بدرخان ، الكيكي ، آل رشي ، ظاظا ، بكداش ، سعدون ، هشلمون ، القيمري ، نيروخ ، وغيرهم كثير، والكثير من هذه الهجرات كان يغلب عليها الفردية أو المجموعات الصغيرة التي زادت مع الزمن، ولم تكن هجرات جماعية كما حدث في العهد الأيوبي، وبعضهم ينسب إلى بلده الأصلي، مثل دياربكرلي ، وسويركي ، وأروفلي ، والمارديني .
وبالإضافة إلى العديد من الشخصيات الكردية التي سبق ذكرها في حلقات سابقة إشير إلى السيد عبد الرحمن الكردي الذي كان مؤسِّـس أول دار نشر في الأردن وأصدر مجلة الأردن الجديد عام 1950 ،  والسيد إسماعيل الكردي الذي كان من رواد الحركة السينمائية في الأردن ، وقد أسس سينما دنيا، والبتراء، وزهران في مطلع الخمسينات ، والشهيد بإذن الله الطيار بدر الدين ظاظا، وعلى الكردي مؤسِّس فندق الملك غازي في الثلاثينات ، وللرياضة والسيد درويش مصطفى الذي كان أبناؤه العشرة من أبطال لعبة كرة الطاولة على مدى أربعة عقود ومثلوا الأردن في مباريات دولية .
وتجدر الإشارة إلى أن أخوال الرئيس الشهيد وصفي التل هم عشيرة بابان الكردية العراقية ، فوالدته هي السيدة منيفة بنت إبراهيم بابان ، التي يذكر الدكتور محمد علي الصويركي الكردي في كتابه (الأكراد الأردنيون) أنها ولدت في مدينة السليمانية في شمال العراق ، وكان والدها من رجالات عشيرة بابان الكردية وكان يعمل مفتشا للمعارف في منطقة ديار بكر في تركيا في العهد العثماني ، ويذكر الدكتور الصويركي أنه في ذات زيارة قام بها مصطفى وهبي التل (عرار) إلى عمه علي نيازي المصطفى التل عندما كان يشغل منصب القائم مقام في كردستان العراق في حدود عام 1917 م  تزوَّج الفتاة الكردية منيفة بابان التي بقيت عند أهلها وكانت حاملا بمولودها الأول الذي كان وصفي والذي مكث عند جدِّه لأمه إبراهيم بابان مع والدته حتى عام 1922 م ، حيث قدمت إلى إربد لتكون بجوار زوجها ، ويذكر الدكتور الصويركي أن أم وصفي كانت مثالا للمرأة الكردية الصلبة التي تعايشت بصبر مع ظروف زوجها الذي كان ما أن يغادر السجن حتى يعاد إليه بسبب مواقفه المعادية للإنجليز المتسلطين على شرقي الأردن وفلسطين والعراق ومصر آنذاك ، وكانت كلما بلغها نبأ سجن زوجها تكتفي بالقول بلهجتها العراقية ذات اللكنة الكردية  :  عيني ، ما يخالف  ، وكانت رحمها الله تحفظ القرآن الكريم غيبا ، وتوفيت في عام 1951 م بعد أن أنجبت كلا من الرئيس وصفي والدكتور إختصاصي العيون معين والأستاذ الدكتور الأكاديمي نائب رئيس الوزراء الأسبق سعيد والناشط السياسي الأستاذ مريود والسيدين شاكر وعبد الله .
كما تجدر الإشارة إلى أن كتاب (الأكراد الأردنيون ودورهم في بناء الأردن الحديث) لمؤلفه الدكتور محمد علي الصويركي (السويركي) الكردي يذكر أن أخوال الوزير الأستاذ المحامي طاهر حكمت العيـَّاشي هم عشيرة آل الملي الكردية التي يذكر كتاب (عشائر الشام) لمؤلفه المؤرِّخ أحمد وصفي زكريا بأنها من أكبر العشائر الكردية في بلاد الشام ، حيث يذكر أن والدة الوزير حكمت الأديبة السيدة نجمية هي إبنة أحد وجهاء الأكراد في دمشق السيد جميل الملي الذي كان متزوجا من سيدة شركسية أنجبت له عدة أولاد وبنات من بينهم السيدة نجمية  المولودة في دمشق في عام 1921  م .
ويورد الرحالة العربي عبد الغني بن إسماعيل النابلسي (القرن الثاني عشر للهجرة / الثامن عشر للميلاد) أسماء العديد من العلماء والشخصيات الكردية التي قابلها أثناء جولاته في البلاد العربية ، وخاصة في مذكراته التي أطلق عليه إسم  (الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز)  ، والتي استغرقت 388 يوماً ، بدءاً بغرّة محرم من سنة 1105هـ/1693م ، وانتهاء بالخامس من صفر سنة 1106هـ/1694م ، ومن هؤلاء العلماء الأكراد الشيخ محمد طاهر والشيخ محمد سعيد نجلي العلامة الكردي إبراهيم بن حسن السهراني (السوراني) الكردي الكوراني الذي سكن المدينة المنورة ودرس فيها ، أما محمد طاهر فقد ولد في المدينة المنورة سنة 1081هـ/1670م وتوفي سنة 1145هـ/1732م، وأما أخوه محمد سعيد فقد ولد سنة 1143هـ/ 1730م وتوفي سنة 1196هـ/1781م  ، ويذكر  النابلسي أن من أهم من التقى بهم في المدينة المنورة من العلماء العلامة الصالح المفسِّر الملا محمود الكردي الذي جمع تفسيره للقرآن الكريم في تسع مجلدات كبار ، كما التقى في المدينة المنورة بالعالم الكردي محمد بن عبد الرسول بن عبد السيد البرزنجي الشافعي المولود في برزنجة  في كردستان سنة 1040هـ/1630م . .

وتجدر الإشارة إلى أن الملك الناصر داود الأيوبي من الأسرة الأيوبية أقام إمارة الكرك الأيوبية سنة 1229 ، واستمرت نحو ثمانين عاماً، وكانت تخضع لها جميع المناطق الأردنية ، واستطاع الناصر داوود بجيشه منازلة الصليبيين وتحرير القدس من قبضتهم مرة ثانية سنة 1239 ، كما نشطت في عهد الناصر داوود الحركة العلمية والثقافية في الأردن، فبنى المدارس، وصارت الكرك قبلة الفقهاء والعلماء ، كما ترك الأيوبيون الكرد في الأردن معالم أثرية بارزة كقلعة عجلون وقلعة السلط  التي (دمرت سنة 1840)، والمسجد الجامع بعجلون ، ومسجد ريمون .

*************

إضافة


آل معمر في الحصن ليسوا من الزيادنة

   
    كنت قد تحدثت في الحلقة رقم 92 المنشورة في عدد (المدينة) الصادر في 24 / 7 / 2007 م عن الوزير القاضي يعقوب معمر وعن جذور آل معمر ، وقد لفت نظري الأستاذ طارق مريود التل مؤخرا إلى إمكانية أن يكون لآل معمر علاقة قرابة بالزيادنة الذين ينتمي إليهم آل التل في إربد وآل العرموطي في بيت إكسا وعمـَّـان ، وعائلة البارودي في سوريا التي ينتمي إليها الشاعر فخري البارودي أحد رجالات الحركة الوطنية العربية في بدايات القرن العشرين المنصرم  ، والأرجح أن جذور آل معمر في الحصن هي كما ورد في الرواية  التي أوردتها في الحلقة المشار إليها والتي أكـَّـد صحتها  الدكتور نبيه معمر شقيق الوزير القاضي يعقوب معمر ونقيب الأطباء الأردنيين الأسبق ، وتقول الرواية التي أوردها المؤرخ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء السابع من القسم الثاني من كتابه  (بلادنا فلسطين)  إنّ جذور آل معمر  تعود إلى شقيقين ارتحلا من بلدة الأصلحة في منطقة السويداء بسوريا  واستقرَّ أحدهما واسمه أمطانس في الناصرة ومن أعقابه تشكلت عشيرة آل معمر  أما الآخر (لم يذكر إسمه) فقد استقرَّ في قرية الرنية (أو الرينة) بفلسطين ومن أعقابه تشكـَّـلت عشيرة دار أبو حنا ،  وتقول الرواية إنّ قسماً من آل معمر ارتحلوا من الناصرة إلى الحصن حيث تشكـَّــلت عشيرة آل معمر التي ينتمي إليها الوزير يعقوب معمر ،  ويعزِّز كتاب (تاريخ الناصرة) لمؤلفه القس أسعد منصور الرواية التي تقول إن آل معمر ينحدرون من بلدة الأصلحة من أعمال السويداء في جنوب سوريا  ، ويلتقي آل معمر مع دار ناصر ودار ذيب ودار الشايب ودار عزّاَم في أصولٍ واحدةٍ  ، ويعزِّز كتاب   الصفوة ـ جوهرة الأنساب ـ الأردن   لمؤلفه المحامي طلال البطاينة الرواية التي تقول إن عشيرة آل معمر في الحصن وأقرباءهم في الناصرة وقرية الرينة بفلسطين قدموا من منطقة السويداء بسوريا ، ويذكر أن (آل معمر) يتفرَّعون إلى دار ناصر ودار ذيب ودار الشايب ودار عزَّام .
أما عن وجود علاقة قرابة بين آل معمر والزيادنة ، فلم أعثر في المراجع المتوفرة لدي على ما يؤكد وجود مثل هذه العلاقة ، وربما اختلط الأمر على البعض بوجود مثل هكذا علاقة بسبب ما كان يُـعرف عن ظاهر العمر الزيداني حاكم عكا الذي كان يسيطر مع أولاده على معظم فلسطين وبعض مناطق شمالي الأردن في فترة سابقة  من صداقة متينة كانت تربطه بالعرب المسيحيين من سكـَّـان مدينة الناصرة بسبب مساندتهم له في نزاعه مع خصومه من النوابلسية وعرب الصقر ، حيث أبلى أهالي الناصرة المسيحيين بلاءا حسنا في مساندته  فأعجب ببسالتهم وصار يرسل كل عام قناطير من زيت الزيتون إلى كنائسهم إلى آخر أيامهم ، وكان يقول إنهم (خواله / أخواله) كتعبير معنوي عن اعتزازه بدعمهم ، وليس من باب وجود علاقة قرابة بينهم .
***********


شروح الصور
صورة رقم 1 :
صورة يظهر فيها أربعة من الوزراء الذين تحدثت عنهم وعن جذورهم في حلقات سابقة ، وهم : الرئيس عبد المنعم الرفاعي وفضل الدلفومني وصالح برقان الهلسا وناصر جودة (حدَّادين رام الله) .
صورة رقم 2 :
الوزير الدكتور إسحق مرقة في منتصف الصف الأخير في صورة تذكارية لحكومة الرئيس عبد الرؤوف الروابدة بمعية الملك عبد الله الثاني بن الحسين .
صورة رقم3 :
الملك الراحل الحسين بن طلال في صورة مع عدد من الرؤساء والوزراء الذين تحدثت عنهم في حلقات سابقة وهم : عن يسار جلالته الشريف حسين بن ناصر وعاكف مثقال الفايز ، وعن يمينه الرؤساء وصفي التل وسعيد المفتي حبجوقة وسليمان النابلسي .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات