تتمة وزراء العشائر والعائلات الكرديـــة (5)
تنـــــويــــه
سأستكمل بمعونة الله عزَّ وجلَّ في هذه الحلقة ، وفي حلقات متتابعة لاحقة الحديث عن وزراء العشائر والعائلات الكردية وعن جذورها حسب تواريخ مشاركتهم في الحكومات الأردنية ، وأهيب بالمعنيين من السادة الوزراء الذين أسأل الله أن يطيل في أعمارهم ويمتعهم بالصحة والعافية ، ومن عائلات الوزراء الذين انتقلوا إلى رحمة الله عزَّ وجلَّ أن يتلطفوا بمتابعة الحلقات وتزويدي بملاحظاتهم وتعقيباتهم وتصويباتهم وإضافاتهم بعد الإنتهاء من نشر جميع الحلقات ، كما أهيب بهم أن يتلطفوا بتزويدي بصور شخصية وعامة للوزراء المعنيين لنشرها مع الدراسة ، راجيا أن يتم تزويدي بها على بريدي الإلكتروني Ziad_1937@yahoo.com
********
'
الوزراء الأكراد حسب تاريخ
مشاركتهم في الحكومة
1) رشيد عبد الكريم المدفعي (7 /8/1939 م ـ مرة واحدة)
2) سعد محمد جمعه الأيوبي (23/4/1967م ـ مرَّتان رئيسا للحكومة)
3) يوسف مصطفى ذهني الكردي (26/5/1973 م ـ مرَّة واحدة)
4) صلاح محمد جمعه الأيوبي (8/2/1976م ـ ثلاث مرَّات)
5) وليد مثقال عصفور(28/8/1980 م ـ مرَّتان)
6) سعد الدين محمد جمعه الأيولي (19/3/1997م ـ مرَّة واحدة)
7) أشرف علي سيدو الكوراني الكردي (19/3/1997 م ـ مرَّة واحدة)
8) محمد مثقال عصفور (4/3/1999 م ـ مرَّة واحدة)
9) إسحق مرقة (4/3/1999 م ـ مرَّة واحدة) (حسب رواية تنسب الدكتور إسحق مرقة إلى أصول كردية ، وهناك رواية أخرى تنسبه إلى فرع عشيرة الحمامرة في الخليل ـ آل الحمُّـوري)
10) عمر أشرف علي سيدو الكوراني الكردي (27/11/2005 م ـ مرَّة واحدة )
*******
أشرف الكردي ونجله عمر
كان الدكتور أشرف علي سيدو الكوراني الكردي سابع كردي يشغل المنصب الوزاري حيث شغل منصب وزير الصحة والرعاية الصحية في حكومة الدكتور عبد السلام المجالي المشكـَّـلة في 19/3/1997 م ، وكان نجله المهندس عمر أشرف الكردي عاشر كردي يشغل المنصب الوزاري حيث شغل منصب وزير الإتصالات في حكومة الرئيس الدكتور معروف البخيت العبتَّادي المشكـَّـلة في 27 / 11 / 2005 م .
على صعيد العمل السياسي بدأ الدكتور أشرف علي سيدو الكردي نشاطه السياسي مبكراً متأثراً بالأحداث التي كانت تمر بها المنطقة العربية في الأربعينيات والخمسينيات ، ولكنه لم يلتزم بتنظيمات حزبية أثناء دراسته ، وتسبب نشاطه الوطني ومشاركته في المظاهرات الوطنية التي كانت تطالب بإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية وبطرد الضابط الإنجليزي الجنرال جون كلوب باشا من قيادة الجيش العربي الأردني بطرده من الكلية العلمية الإسلامية قبل أن يكمل دراسته الثانوية في عام 1954 م ، فانتقل إلى بغداد ليكمل دراسته الثانوية في مدارسها ، ثم ليلتحق بكلية الطب في جامعة بغداد .
وكان الجدُّ المؤسِّـس لعائلة سيدو كردي الكوراني واسمه علي الكوراني قد قدم إلى الأردن مع القوات العثمانية التركية في عام 1880 م التي تمركزت في بلدة السلط في البلقاء بالأردن ، حيث افتتحت فيها السلطات العثمانية أول مركز حكومي (قائم مقامية) (الحاكم الإداري) ، بالإضافة إلى مركز للشرطة والدرك (الجندرمة باللغة التركية) ، وبالإضافة إلى الدوائر الحكومية الأخرى ، وكان جميع رجال الأمن فيها من الأكراد ومنهم علي الكوراني الذي توفي مدينة (السلط) ، ودفن بالقرب من قلعتها ، وأعقب علي الكوراني الكردي عدَّة أولاد هم سيدو علي الكردي وهو جدُّ الدكتور أشرف الكردي وخليل ومحمد ومحمود وأحمد الذين لم يلبثوا أن انتقلوا في عام 1908 م إلى عمـَّان ، ومارسوا التجارة والزراعة ولم يلبثوا أن أصبحوا من كبار التجار وأصحاب الأملاك في عمان .
وترجع أصول عائلة سيدو الكردي إلى قبيلة دودكان Dodkan الكردية من الفرع الذي يقطن في السهل المعروف بـ (دَشْتا كـَوَراْن) الواقع بين مدينتي ديار بكر وأرغني في كردستان تركيا ، واسم قريته (لغري) ، وقد جاء لقب الكوراني من إسم سهل دشتا كـّوران موطن العشيرة المتفرعة عن قبيلة دودكان التي تعود جذور آل سيدو الكوراني إليها .
وتجدر الإشارة إلى أن والدَ الوزير الدكتور أشرف وجدَّ الوزيرالمهندس عمر الأستاذ علي سيدو علي الكوراني الكردي كان كاتبا ودبلوماسيا ومترجما ولغويا ، ويذكر الأستاذ علي سيدو الكردي الكوراني في سيرته الذاتية أنه بدأ دراسته الإبتدائية سنة 1916 م في عمان بمدرسة افتتحها العثمانيون أول مرة سنة 1915م ، وجعلوا التدريس فيها باللغة التركية ، وكان قصدهم من ذلك تتريك السكان ، وفي سنة 1920 التحق بمدرسة إنجليزية في مدينة القدس تدعى مدرسة المطران وتشتهر بمدرسة صهيون ، لوقوعها على جبل صهيون ، وفي هذه المدرسة أكمل الصف الثاني الإعدادي ، ثم التحق بمدرسة روضة المعارف الوطنية في القدس أيضا ، وأتم َّفيها تحصيله الثانوي ، وفي هذه الفترة حدث أن قال له أستاذه الأرناؤوطي: (أنت كردي ولست عربيا وعليك الاهتمام بهويتك الكردية) ،ثمَّ طاف به في مدينة القدس القديمة، وقال له : (إن ما شاهده من آثار ما هو إلا من صنع أجدادك الأكراد الأيوبيين)، ومنذ ذلك الوقت نمى عنده الشعور القومي ، ودفعه هذا الشعور الى الإهتمام بدراسة التاريخ والتراث الكردي وظهر ذلك جليا في كتاباته ، وفي نهاية عام 1924 م التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت وتخرَّج منها في 22 حزيران 1928 م بدرجة بكالوريوس علوم في السياسية والاقتصاد ، وكان بذلك أول أردني يحصل على الشهادة الجامعية ، وفي عام 1929م عُـيـِّـن أستاذا للغة الإنجليزية في ثانوية عمان الحكومية ، وبعد خمسة أعوام عُـيـِّـن سكرتيراً للمجلس التشريعي الأردني ، وفي عام 1938 نقل مديراً لثانوية الكرك خلفا لمديرها الأستاذ محمود أبو غنيمة الذي سجنه الإنجليز مع العشرات من رجالات شمال الأردن بتهمة تهريب المال والسلاح إلى مجاهدي الثورة الفلسطينية التي اندلعت في عام 1936 م ، وفي عام 1940 نقل مديرا لثانوية عمان ، ثم نقل الى ثانوية السلط في سنة 1948، ثم مديراً لثانوية إربد، ولم يطل بقاؤه فيها غير شهرين ، إذ جرى تعينه سكرتيراً أولا في وزارة الخارجية ، ونقل فورا إلى مدينة (جدة) بالسعودية ، وأصبح قائماً بالأعمال للمفوضية الأردنية فيها ، وكان ذلك سنة 1949 ، وتنقّل في السفارات الأردنية في مدن أنقرة ودمشق وصنعاء وجدة ، وطالت خدمته في هذا السلك نحو خمس عشرة عاما.
وكتب خلال عمله بالوظيفة والسلك الدبلوماسي كتابا بعنوان (من عمان إلى العمادية أو جولة في كردستان الجنوبية) وقد طبع في القاهرة سنة 1939م ، ثم طبع كتيباً عن (التعليمات القنصلية الأردنية) كان لفترة طويلة المرجع الوحيد لموظفي السلك القنصلي في المفوضيات والسفارات الأردنية ، وبعد تقاعده تفرغ لمهنة التأليف والترجمة ، وقدم للمكتبة الكردية مؤلفات غدت مرجعا أساسيا لكل من يبحث عن تاريخ الكرد ولغته الى فترة مديدة ، كما وضع معجما لغويا كرديا – عربيا بعنوان(القاموس الكردي الحديث ـ كردي / عربي) ، ضمنه 25 ألف كلمة كردية وما يقابلها من المعاني في اللغة العربية ، كما كتب علي سيدو الكردي مجموعة مقالات تاريخية وأثرية لمجلة (الحكمة) التي كان يصدرها الشيخ نديم الملاح في عمان خلال عامي 1932-1933، وساهم علي سيدو الكردي في إغناء الحركة الفكرية والأدبية الأردنية ، فكان أول أردني يكتب في أدب الرحلات من خلال كتابه السابق الذكر من عمان إلى العمادية أو جولة في كردستان الجنوبية ، الصادر في القاهرة عام 1939، حيث وصف فيه رحلته إلى كردستان العراق بأسلوب أدبي رفيع ، وترك مخطوطتين في نفس المجال هما (من عمان إلى ملاطيا) ، و(رحلة في ربوع اليمن في أخريات عهد الإمام أحمد) ، ولعل نجله الوزير الدكتور أشرف يعمل على طباعة هاتين المخطوطتين تعميما للفائدة .
وأهدى الأستاذ علي سيدو الكوراني الكردي معجمه إلى روح جدته لوالده السيدة مدينة كريمة محمود آغا الأومريكي رئيس عشيرة أومريكا القاطنة في القرى المجاورة لمدينة دياربكر في الأناضول التركي الذي يكثر فيه الأكراد ويصفها بأنها تلك المرأة الفاضلة التي غرست في نفسي محبة لغة الآباء والأجداد ، كما أهداه إلى الأمة الكردية العريقة في القِدَمِ التي حافظت على لغتها وأصالتها العرقية وقاومت الغزاة الفاتحين منذ أقدم العصور التاريخية كالأكديين والبابليين والآشوريين والحثيين والفرس والرومان والبيزنطيين وغيرهم .
ويذكر الأستاذ علي سيدو الكردي الكوراني أن الذي حفزه إلى تأليف هذا المعجم الرغبة في تعلم الكردية لغة آبائه وأجداده التي لم يكن حتى سنة 1931 لا يعرف منها كلمة واحدة، ويقول إنه عندما سافر إلى بغداد ومنها إلى الألوية الكردية في شمال العراق شعر وهو يتجوّل مع أصدقاء له في مختلف مدن وقرى كردستان الجنوبية بالخزي لجهله اللغة الكردية ، فعزم على تعلمها ودراستها دراسة علمية صحيحة ، ولكنه صدم بعدم وجود مصادر مكتوبة ، فلجأ إلى جدته لوالده التي كانت تناهز المائة عام ولكنها تحتفظ بذاكرة قوية ، ومن هذا المنطلق أخذ يسجل كل يوم نحو عشرين كلمة عربية ويضع مقابلها معانيها بالكردية ، ودأب على هذا النحو حتى واجهته كلمة (شير) بمعنى اللبن الحليب) ونفس الكلمة (شير) بمعنى الأسد، ومنذ ذلك الوقت تخلى عن استعمال الحروف العربية وانتقل إلى الأحرف اللاتينية لأن الكردية لغة آرية تستجيب للحروف اللاتينية مثلها في ذلك مثل بقية اللغات الآرية.
**********
من بريدي الإلكتروني
الأخ الأستاذ زياد أبو غنيمة المحترم
تحية أخوية وبعد
أشكرك علي جهودك التي تبذلها دون كلل أو ملل في الدراسة الوثائقية عن التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية ، وخاصة ما نشرته في حلقتين سابقتين عن وزراء العشائر والعائلات الكردية في صحيفة (المدينة) الغراء ، وأشكرك على نشر مقتطفات من بحثي الذي نشرته في (الرأي) تحت عنوان : (من هم الأكراد وإلى أي الأصول أو الأعراق ينتمون ..؟):
وهذه بعض الملاحظات على ما نشرفي العدد 187 في صحيفة المدينة :
1- عائلة مرقة أو (ميرقا) ومعناها العسكر بالكردي وعائلة الحمور ذكروا في قائمة العائلات المنتسبة إلى ديوان العائلة الأيوبية في فلسطين وهم من الخليل وذكر عددهم وما تبرَّعوا به للديوان .
2- ذكرت المصرفي حسني سيدو الكردي مؤسِّـس بنك الأردن الذي ساعده شقيقه مصطفى سيدو الكردي في إدارته كما ساعده زوج ابنته هند معالي المرحوم يوسف ذهني الكردي أما ابنه فهو جلال حسني سيدو الكردي .
3- كان نور الدين محمود تركياً وليس كردياً ، وفي كتاب (الروضتين في أخبار الدولتين النورية التركية والصلاحية الكردية ـ ص 24 ) هناك فصل بعنوان (أصل البيت الأتابكي هو قسيم الدولة آق سنقر جد نور الدين ورد فيه (كان آق سنقر تركيا ً من أصحاب ملكشاه بن آلب أرسلان ، وكان السلطان علي البلاد بعد بني بويه في العراق فكان قسيم الدولة من أصحابه وأترابه ، وممن تربى معه في صغره ، واستمر في صحبته إلى حين كبر فلماأفضت السلطنة بعد أبيه إليه جعله من أعيان أمرائه وأخصِّ أوليائه ، واعتمد عليه في مهماته ، وزاد قدره علوّا إلى أن صار نظام الملك الوزير يتوجس منه خيفة فأشار نظام الملك على السلطان أن يولي آق سنقر مدينة حلب وأعمالها قاصدا بذلك أن يبعده عن خدمة السلطان عن قرب ، فأسَّس نور الدين الدولة الزنكية ، والأرجح أن نور الدين هو من أصل تركي وليس كردياً كما يذكربعض المؤرخين .
4- أما عن نسب الأيوبيين فإنني سوف أزودك بمعلومات إضافية لنشرها في حلقة قادمة بإذن الله ..
عدنان علي خضر الكردي
***********
تعقيب (1)
حول الأمير أبو لفيته المسعودي
الاخ زياد ابو غنيمه المحترم
تحية ملؤها المحبة والاحترام وبعد
تحاوبا مع ندائك لتزويدك بمعلومات عن الأمير أبو لفيته المسعودي أود أن أشير إلى أنني كنت قد قمت بثلاث زيارات لفضيلة الشيخ مشهور الضامن إحداها كانت برفقة الأخ راشد بن حمدان الأحيوي المسعودي والأخوه فرج الكبيش وسالم أبو عريقانه وإبراهيم الكبيش ، وأشير إلى أن الشيخ من الطراز الفريد الذي يحتفظ بذاكرة جيدة ونفس أبي’ وكرم حاتمي أ صيل وفي جميع زياراتي الثلاث له كان يؤكد على سبع نقاط هي :
الأولى : أننا (المساعيد) من عرب المساعيد من هذيل ، وأن هذيل هو الجد الثامن وعندما سألناه من أين جاء بهذه المعلومة ، فقال هكذا سمعت .
الثانيه : أنه استقبل اسقبالا كريما عند سفره للمملكة العربية السعوديه من اقاربه المساعيد هناك .
الثالثه : أننا (المساعيد) من وادي الحرير في الحجاز وأننا من جماعة عبدالله بن مسعود
الرابعه : كان أغلب حديثه في التذكير بالله والمحافظة على القرآن الكريم والتمسك بحبل الله ، وقد طلبت منه أن يكتب لي بخط يده كتابا أحتفظ به لنفسي فكتب لي بخط يده كتابا أشار فيه الى التمسك بكتاب الله وتلاوة القرآن الكريم وتدارسه .
الخامسه : ذكر عن استقبالهم (المساعيد) لسمو الأمير/ الملك المؤسِّـس عبدالله في الغور .
السادسه : ذكر أن مساعيد دير بلوط ومساعيد كفر الديك وقفوا الى جانبه عندما ترشح للمجلس النيابي .
السابعة : ذكر أنه من عائلة الإماره من المساعيد .
الأستاذ زياد أبو غنيمه
وأشير إلى أن هناك ثلاث عائلات في دير بلوط تنتمي لقبيلة المساعيد ويمثلون أغلب القريه واصلنا من الغور من عائلة الاماره حيث اختلف جدنا الامير عبدالرحمن واخيه الامير محمد ابو الفيتا فرحل جدُّنا الى كفر الديك وانتقل أحد أولاده المدعو موسى الى دير بلوط ، وكانت امهاتنا تغني حتى عهد قريب في الاعراس :
وين دار الإماره وين دار الأمير
ياأمير يا ابن إماره ... إلخ
مع احترامي ومحبتي
سليمان صالح محمد مصطفى اسماعيل مصطفى موسى عبدالرحمن خليل بركات المسعودي / مساعيد دير بلوط
تعقيب (2)
حول الأمير أبو لفيته المسعودي
الأخ زياد أبو غنيمة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعت شاكرا ما كتبه الدكتور رؤوف أبو جابر عن الأمير أبو لفيتة المسعودي (المدينة ، عدد 187) تفاعلا مع تعقيبي المنشور الذي ذكر فيه الأمير أبو لفيتة (المدينة ، عدد 184) ورغبته بالحصول على أبيات القصيدة وكذلك طالعت ما كتبه الأستاذ جمال عبد الهادي السعايدة عن منطقة أبو لفيتة وبئر أبو لفيتة في عيرا بمنطقة السلط وتفاعلاً مع ما طرحه الكاتبان الفاضلان أقول :
1ــ الأمير محمد أبو لفيتة هو أمير قبيلة المساعيد وكانوا يقطنون مغاريب منطقة السلط ومن آثارهم هناك خور المساعيد الذي يطل على عيرا ويرقا ، وآبار المسعوديات في عيرا ، وتوجد في حوض الداير والمسعوديات بعض المغارات ، والأمير محمد أبو لفيتة المسعودي هو جدُّ أمراء المساعيد في فارعة المسعودي وغور المساعيد غرب نهر الأردن ومن اللفيتات فريق كبير يقطن قرية اللفيتات إحدى قرى مركز الشيخ زويّد في شماليّ سيناء وقد سبق القول إنّ الأمير أبو لفيتة هو ابن الأمير خليل بن الأمير بركات المسعودي وهذا سبق قلم فإن الأمير خليل بن بركات هو أبو الأمير عبد الرحمن بن بركات المسعودي جدّ مساعيد كفر الديك ودير بلّوط في بلاد نابلس وآل ملحس في نابلس وعمّان .
2ــ أنّ عهد الأمير محمد أبو لفيتة المسعودي أقدم مما ذكره الدكتور أبو جابر ذلك أنّ حفيده الأمير بركات بن الأمير خليل بن الأمير محمد أبو لفيتة المسعودي شارك بقبيلته في الحرب الأهلية في فلسطين عام 1272 هــ 1856 هــ (تاريخ جبل نابلس والبلقاء ، ج 1 ، ص 280 ــ 281) مما يعني أنّ عهد جدّه يعود إلى القرن الثامن عشر .
3ــ كان المساعيد يقطنون بلاد البلقاء حتى أوائل القرن الثامن عشر ، فمن أخبار المساعيد في هذه الديار إن نصوح باشا والي دمشق هاجمهم في البلقاء وقتل أميرهم الأمير عبد القادر المسعودي وكانت ولاية نصوح باشا قد امتدت من سنة 1120 – 1126 هـ 1707– 1714 /1715 م ، قال ابن كنان في ذكر واقعة المساعيد مع هذا الوالي في ذكر حوادث عام 1125 هــ إنّ الباشا ركب في أواسط ربيع الأوّل لغزو المساعيد فقال : نكبة العرب : وفي أواسطه ركب الباشا على العرب وأرسل غنايم منهم وغنم أموالا وأولاداً ونساءً وقتل من العرب المسعودي ولم ينكب في زمانه قطّ وقيل إنّ المسعودي نزل إلى الباشا إلى الميدان فسبقه الباشا في الضرب فقتله وقيل جرحه ولكن مات بعد أيّام (يوميات شامية ، ص 114)
ومن هنا فلا غرابة أن نجد لهم آثاراً في بلاد البلقاء وخاصة في منطقة السلط .
4ــ فيما يتعلّق بالشعر الذي أورده الدكتور أبو جابر فأود هنا أن أسجّل روايتين لهاذين البيتين فقد حدّثني الشيخ مدّ الله بن غافل بن محمد بن جبر بن إبراهيم ابن ثبيت شيخ قبيلة العمرو في بلاد الكرك ــ رحمه الله تعالى ــ فقال : ذهب جدّ جدّي إبراهيم ابن ثبيت إلى فارعة المسعودي راكباً ذلوله ولما التقى بالأمير المسعودي قال يخاطبه :
يا ابن لفيتة جابني كبر صيتك
وردت ذلولي عَ مشارع فصـايل
يا مكرم الخـطــَّــار بشقّ بيتك
عنـدك خبـرما شـافت العيـن زايل
ولهذين البيتين رواية أخرى ، حدّثني بها الأخ الكريم هاني بن الشّاعر محمد بن عيسى أبو عيسى العقرباوي فقال : كان الأمير أبو لفيتة المسعودي نازلاً في فصايل فسمع به شاعر من أهل نجد فجاء إليه في فصايل فوجد جمعاً من الشعراء ينتظرون لمدح أبو لفيتة فأراد العودة فقال له الأمير أبو لفيتة المسعودي : إلى أين يا لاقي خير ؟ فقال : لو كان لكلّ شاعرٍ ليلة فلن يلحقني الدور إلاّ بعد وقت طويل ، فقال له أبو لفيتة : ألا تنتظر إلى أن يحين دورك ؟ فما كان منه إلا أنّ انتظر دوره مكرهاً ، فلما حلّ وقت دوره كان قد ملّ من الانتظار بسبب إرغامه على البقاء فقال يخاطب الأمير أبو لفيتة المسعودي :
يا ابن لفيتة جابني كبر صيتك
وردت ذلولي عَ مشارع فصـايل
يا مكرم الخـطــَّــار بشقّ بيتك
عنـدك خبـرما شـافت العيـن زايل
فلمّا سمع الأمير أبو لفيتة المسعودي ذلك قال : أعدها فأعادها فطلب إعادتها مرّة أخرى إلى أن كرّر ذلك أربع مرّات فأعطاه أربعة دنانير ذهبيّة .
5ــ كان الشيخ مشهور بن الأمير ضامن البركات المسعودي رحمه الله تعالى مفتي نابلس في فلسطين ولم يكن مفتي فلسطين .
هذا ما أحببت بيانه تفاعلا مع ما ذكره الكاتبان الفاضلان آملا من المعنيّين التواصل على عنواني alahaywiy@yahoo.com حيث أنّني في المراحل النهائيّة من كتابي عن قبيلة المساعيد في فلسطين والأردن .
وتفضلوا بقبول فائق الإحترام والتقدير
راشد بن حمدان الأحيوي
**********
شروح الصور
صورة رقم 1 :
الرئيس سعد جمعه الأيوبي وشقيقه الوزير سعد الدين جمعه الأيوبي .
صورة رقم 2 :
السفير مدحت جمعه شقيق الرئيس سعد جمعه والوزيرين صلاح وسعد الدين جمعه في طريقه لتقديم أوراق اعتماده سفيرا للأردن في بريطانيا .
